قصة

غسيل ومكواه (المكوجي)

جريدة موطني

قصة قصيرة

غسيل ومكواه (المكوجي)

بعد هجرته من القريه الصغيره الي العمل في العراق قرر يبدا هجره جديده و لكن داخل وطنه. لم تعد القريه صالحه لمشروعه الذي يريد افتتاحه. الجميع في قريته ذات دخول بسيطه لاتهتم بالمظاهر و تعتمد علي نفسها في تربيه الدواجن و اصطياد الاسماك للطعام فجميع اصناف الطعام يتم انتاجها داخل البيت هذا في بند الاكل فما بالنا بالبنود الاخري من ملبس وغيره من تكاليف الحياه.

ايقن ان المثل القائل ضربه بالمرزبه ولا عشره بالشاكوش هو مفتاح النجاح بالنسبه له. قرر ان بنقل مقر اقامته الي المدينه الكبيره و يفتتح مشروعه في منطقه راقيه

اختار منطقه حي الجامعه المكتظ بالاسر الثريه و الطلبه الوافدين و استاجر محل و اشتري مغسله حديثه لتنظيف الملابس ومكواه بخار للكوي. كانت البدايه مكلفه اتت بمعظم مدخراته لاقامه مشروع عمره. 

اقام علاقات طيبه مع حراس العمارات (البوابين) و صادق الخادمات و اصبح قريب جدا من تلك الطبقه التي تخدم عليه القوم 

بدا في العمل باتقان و بأسعار جيده شجعت الكثير من اهل الحي في ارسال ملابسهم اليه للغسيل و الكي. و كان من عادته قبل ان يشرع في العمل ان يبحث في الجيوب عن اي متعلقات تخص صاحب الملابس بعضها قد تكون أموال يحدد هو اذا كانت مبالغ كبيره يقوم بمصادرتها و ان كانت قليله يتم ارجاعها الي صاحبها حتي اشتهر بالامانه بين اهل المنطقه. كذلك الاوراق الهامه يتم وضعها علي جنب لحين حضور صاحبها الذي يعطيه مكافاه لامانته في اعاده الاوراق وكم من مرات عديده وجد في جيوب بعض الزبائن اوراق زواج عرفي ويقوم بأعادتها اليهم و يمنحه صاحبها مبالغ مميزه حتي يضمن سكوته. أصبحت جيوب الزبائن و علاقته بالخادمات و البوابين شباك يري منه اسرار تلك المنطقه الراقيه 

راي من ذلك الشباك كم هائل من المفاجأت مثل علي بيه الذي يهابه الجميع يعالج من العجز الجنسي و هيام هانم متزوجه عرفيا من جارها احمد حفاظا علي معاش والدها الكبير و الدكتور خالد الذي يعالج من الادمان و سامح بيه الذي تم فصله من عمله بسبب الفساد المالي و الاداري 

وخلافه من سكان المنطقه الراقيه التي رسمت حول نفسها هاله من القدسيه و الرقي و هي في الحقيقه مثل اي شريحه في المجتمع لها مشاكلها الكبري مقارنه بمشاكل قريته الصغيره كان في البدايه منبهر بالمكان و الشخوص و حياه الثراء التي يراها حوله والفخامه في كل شئ من مباني وفيلات و سيارات فارهه و جمال سيدات منه الطبيعي الملائكي و منه الصناعي السيلكون و لكن في النهايه الحياه هنا مبهجه في الخارج ولكن ورا كل باب حكايه قاسيه تمتلئ بالدراما و الحزن. 

بدا مشروعه في التطور و لم يكتفي بالغسيل و المكواه بل وضع امام المحل فاترينه صغيره لبيع السجائر بجميع انواعها الكيلو باترا و عائلتها للبوابين و السجائر الاجنبيه للسكان. وكان يشعل سجارته البلمونت و ينشد ابيات لسمير سرور كان يحفظها عن ظهر قلب تقول 

تجلس الحلوه في مخدعها وتشعل السجاره الكنت 

العن زماني ان عايش بشرفي وبدخن البلمونت 

و يخرج دخان سجائره من انفه في زفره تمرد تعجبا من الاحوال التي يراها حوله

ثم تتطور مشروعه أكثر و تعاقد مع احدي شركات المياه الغازيه التي امدته بثلاجه عرض مجانيه يضع فيها عبوات الشركه ومن ثم اشتري ماكينه شحن للموبايلات و الفواتير بخلافه بيعه الصحف و المجلات و اصبح المحل مكتظ بجميع الانشطه التجاريه علاوه علي عمله في مجال سمسره الشقق المفروشة للطلبه المغتربين و خاصه العرب. توغل في العلاقات و تواصل مع الجميع و استفاد من الكل. 

اصبح مثار اعجاب الكثير من الخادمات اللائي يريدن الارتباط به حتي تعتزل حياه الخدمه في البيوت و تستريح بالزواج منه 

هو ايضا اصبح هدف لكل منهن و كل واحده تحاول جذبه اليها بطريقتها الخاصه فمنهن من تعد له َوجبات الطعام المتبقيه من الاسره التي تخدم بها و اخري عن طريق الملامسه و أخرى عن طريق الجذب النظري من حركات مثيره وهو في حيره من امره لان المطرب هشام حسني قال كل البنات حلوين و المطرب خالد علي طرح تلك المشكله في اغنيته محتار اختار مين فيهم هما الاثنين فهمني 

  

تم استدعائه الي قسم الشرطه لمقابله عزمي بيه الذي عرض عليه العمل كمرشد للمباحث في تلك المنطقه و نقل اخبار الجميع في تقارير يوميه الي عزمي مع التركيز علي بعض الشخصيات التي لها نشاط حزبي او سياسي سواء مؤيد او معارض 

وهدده عزمي في حال عدم التعاون سيلقنه درسا لن ينساه 

عاد من القسم وهو في حيره من امره هل يقبل ان يكون مرشد في المنطقه و يصبح شخصيه غير مرغوب فيها في الحي خاصه ان المرشد يتم رصده من اهل المنطقه من اللحظات الاولي لتجنيده و هل سيؤثر عمله كمرشد علي عمله كمكوجي و صاحب اعمال

ام يقبل التعامل مع عزمي تحت بند فمن اضطر غير باغ. 

اثناء تفكيره العميق مرت من امامه سياره فارهه لجمالات هانم زوجه احد الشخصيات العامه و المرشح لمنصب هام في المحافظه و طلبت منه بعض الجرائد و شحن علي الهوا و عندما همت باعطائه المال 

رفض بشده و استجمع شجاعته و اخبرها ان عزمي يريده ان ينقل اخبار زوجها ابو العز بيه. ابتسمت و أخرجت موبايلها من الشنطه و اتصلت بزوجها و اخبرته بما حدث 

تحركت السياره من امام المغسله. بعدها بربع ساعه اتصل بيه عزمي يساله عن واسطه تمنع قرار نقله الي الصعيد. 

عمل نفسه بيكوي الهدوم و بخ بخه كبيره 

و قال له يابيه ده انا اما بشوف خفير باستخبي 

تمت 

م محمود عبد الفضيل 

مصر  

غسيل ومكواه (المكوجي)

غسيل ومكواه (المكوجي) 

غسيل ومكواه (المكوجي)غسيل ومكواه (المكوجي)

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار