المقالات

فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة

فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة

بقلم /هاجر الرفاعي

إن الله سبحانه وتعالى منذ أن كان الانسان جنينا في بطن أمه وهو مقدر أسيكون سعيدا أم شقيا،، غنيا أم فقيرا،، ناجحا ام فاشلا،، كم سيحيا ومتى سيفنى فقال الله تعالى وقولة الحق سبحانه :

“إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير”،،،

أي أن الله سبحانه وتعالى قد تقرر و أحاط علمه بالغيب والشهادة،

والظواهر والبواطن، وقد يطلع اللّه عباده على كثير من الأمور الغيبيةوهذه [الأمور] الخمسة، من الأمور التي طوى علمها عن جميع المخلوقات،

فلا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فضلا عن غيرهما، فقال:

{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } أي: يعلم متى مرساها، كما قال تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي

لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً } الآية.{ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } أي: هو المنفرد بإنزاله، وعلم وقت نزوله.{ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } فهو الذي أنشأ ما فيها، وعلم ما هو،

هل هو ذكر أم أنثى، ولهذا يسأل الملك الموكل بالأرحام ربه: هل هو ذكر أم أنثى؟ فيقضي اللّه ما يشاء.{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا } من كسب دينها ودنياها،

{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } بل اللّه تعالى، هو المختص بعلم ذلك جميعه.ولما خصص هذه الأشياء، عمم علمه بجميع الأشياء فقال: { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } محيط بالظواهر والبواطن، والخفايا والخبايا، والسرائر،

ومن حكمته التامة، أن أخفى علم هذه الخمسة عن العباد، لأن في ذلك من المصالح ما لا يخفى على من تدبر ذلك. فيا عباد الله لا تشغلوا عقولكم ولا تملؤها بما سيبقى ولا سيفى ولا سيحدث ولا مالا يحدث أتركوا الامور تسير فإ لها رب مدبر ومحسن لتدبيرها

فقال الله تعالى أيضا مبينا ان الأجل الذي وضعه موثوقا ومؤكدا وليس له علاقة بأي شيء او عمل دنيوي فقال الله تعالى في سورة النحل :

“وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” وقال أيضا قال تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ”

،،،، “قوله تعالى ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فيه مسألة واحدة :قوله تعالى ولكل أمة أجل أي وقت مؤقت .فإذا جاء أجلهم أي الوقت المعلوم عند الله عز وجل . وقرأ ابن سيرين ( جاء آجالهم ) بالجمعلا

يستأخرون عنه ساعة ولا أقل من ساعة ; إلا أن الساعة خصت بالذكر لأنها أقل أسماء الأوقات ، وهي ظرف زمان .ولا

يستقدمون فدل بهذا على أن المقتول إنما يقتل بأجله . وأجل الموت هو وقت الموت ; كما أن أجل الدين هو وقت حلوله . وكل شيء وقت به شيء فهو أجل له . وأجل الإنسان هو الوقت الذي يعلم الله أنه يموت الحي فيه لا محالة . وهو وقت لا يجوز تأخير موته عنه ، لا من حيث إنه ليس مقدورا تأخيره . وقال كثير من المعتزلة إلا من شذ منهم إن المقتول مات بغير أجله الذي ضرب له ، وإنه لو لم يقتل لحيي . وهذا غلط ; لأن المقتول لم يمت من أجل قتل غيره له ، بل من أجل ما فعله الله من إزهاق نفسه عند الضرب له . فإن قيل : فإن مات بأجله فلم تقتلون ضاربه وتقتصون منه ؟ قيل له : نقتله لتعديه وتصرفه فيما ليس له أن يتصرف فيه ، لا لموته وخروج الروح ; إذ ليس ذلك من فعله . ولو ترك الناس والتعدي من غير قصاص لأدى ذلك إلى الفساد ودمار العباد . وهذا واضح . فكونوا دائما مستعدين ليوم الرحيل لأن لا يوجد حينها تأجيل او تأخير.

فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار