مقالات

فاتقوا الله في النساء 

فاتقوا الله في النساء 

فاتقوا الله في النساء 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ” فاتقوا الله في النساء ” وهذه الوصية العظيمة التي نجدها في القرآن الكريم وفي الحديث كلما ذكر النساء، فإذا تأملت في سورة النساء وجدت أن أغلب أياتها ختمت بوصف الجليل نفسه أنه عليم حكيم أو عليم حليم وفي هذا تخويف وردع لمن تسول له نفسه من الرجال أن يظلم النساء بأن الله مطلع عليم بما يفعل وإذا تأملت سورة الطلاق رأيت كثرة الوصية بالتقوى، وهكذا في أغلب نصوص التشريع لا تذكر المرأة إلا وإلى جوارها ما يربط القضية باطلاع الله تعالي وعظمة الله وقوة الله. 

فاتقوا الله في النساء 

وفي هذا تذكير مستمر للرجل يذكره بأن المرأة وإن كانت عنصرا ضعيفا رقيقا في المجتمع فإن الله معها إن ظلمت وناصرها في الدنيا أو في الآخرة وأن الله سيتكفل بحساب الرجل الظالم لها، فقولوا لي بربكم أن توجد الرقابة الذاتية في داخل الرجل لحماية المرأة خير أم أن يسن لذلك قانون يسنه البشر يسهل التحايل عليه وإن وضع عقوبة فهي عقوبة بسيطة قد يتحملها الرجل مقابل أن يبطش بالمرأة،أو قد تتحمل المرأة حياتها تلك ولا تخبر جهات الإختصاص ليقتصوا لها من الرجل لأنها لا تجد رجلا آخر تعيش في كنفه ؟ وقد يسجن الرجل في ظل نظام غير إسلامي زوجته في غرفة ويبطش بها الليل والنهار حتى تموت ولا يخرج خبره لمن يعاقبه ولكن في الإسلام يعرف الرجل أن خبر كل عمل يعمله في حق المرأة صغيرا كان أو كبيرا.

 

سوف يصل بشكل مباشر وبدون واسطة إلى أكبر سلطة في هذا الكون إلى العليم الخبير فيخشى من غضبه وإنتقامه فيسارع إلى إصلاح أمره مع أهله، فإتقوا الله عباد الله واعلموا أن الخير والسعادة فيما شرعه لكم ربكم، ويحاول من يزعمون أن الإسلام أهان المرأة حين أجاز ضربها أن يقنعوا فتيات ونساء الإسلام أن المرأة تعيش في ظل نظام وضعه البشر خير من حياتها في ظل نظام وضعه رب البشر، ولكن الواقع والحقيقة يدحضان زعمهم، فالمرأة هناك تعيش في أقسى أنواع الإهانة وهي تضرب بأشد أنواع الضرب وبعضها قد يصل إلى القتل حتى تحدثت عن ذلك تقارير هيئة الأمم المتحدة وقامت الجمعيات لمناصرة المرأة، ومن تلك النشاطات ندوة عقدت في أمستردام في هولندا حضرها مائتا عضو يمثلون أحد عشر دولة غربية، وكان موضوع الندوة. 

 

” إساءة معاملة المرأة في العالم أجمع ” وقد أجمع فيها المؤتمرون أن المرأة مضطهدة في جميع المجتمعات الدولية، وتوصلت الندوة أن نسبة التعيسات في العالم أكثر بكثير مما نتصور، لأن من طبع المرأة ألا تظهر ألمها إلا إذا بلغ بها اليأس كل مبلغ، ولذا أنشئت مراكز إجتماعية معينة للهاربات من بطش أزواجهن، وقد بلغ عدد هذه المراكز مائة وخمسون مركزا وفي ألمانيا الغربية عشر مراكز وهكذا في بقية الدول، وإحدى المشتركات في الندوة قالت إن مسألة إيذاء الزوجات متفشية في كل المجتمعات، وحتى زوجات الأطباء والقضاة يلقين الأذى على أيدي أزواجهن والسلطات غافلة عن هذه المشكلة، وفي إستفتاء أجرته إحدى المجلات الإنجليزية حول قضية إساءة معاملة الزوجات ظهر أن عشرة بالمائة من المشتركات في الإستفتاء يتم ضربهن كثيرا من أزواجهن. 

 

وأن سبعين بالمائة منهن يشعرن بالمهانة في حياتهن الزوجية، وبعد أيها الأحبة في الله فلا شك أن في مجتمعنا من يسيء معاملة النساء ولكن هذا المسلم العاصي ليس هو حجة على الإسلام ولا نموذج له، وإنما النموذج من طبق الإسلام قولا وعملا، فإن الأمة بأبنائها وبناتها وبأجيالها البناءة المهيأة لنشر راية الإسلام خفاقة ودحر عدوان ملل الكفر والطغيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى