فتنة النظر إلى النساء
بقلم ـ محمـــد الدكـــرورى
الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن السيئة قد تعظم أحيانا لأسباب خاصة منها أولا هو شرف الزمان، وثانيا هو شرف المكان، وثالثا هو نوع السيئة، فالكذب على الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره، وغيبة العلماء ليست كغيبة غيرهم، والزنا بحليلة الجار، وزوجة المجاهد أعظم من الزنا بغيرهن، إلى غير ذلك، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله.
ومفسدة الزنا مناقضة لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها ونكست رؤوسهم بين الناس وإن حملت من الزنى، فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنى والقتل، وإن حملته الزوج أدخلت على أهله وأهلها أجنبيا ليس منهم فورثهم وليس منهم ورآهم وخلا بهم، وإنتسب إليهم وليس منهم إلى غير ذلك من مفاسد زناها، فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها، ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت، وإن من أسباب الزنا هو الإختلاط، ويحدث هذا كثيرا في المستشفيات والأسواق والملاهي والحدائق العامة وغيرها، وما دعوة أعداء الملة والدين للتبرج والإختلاط إلا لحقدهم الدفين على المسلمين لتمسكهم بدينهم القويم، الذي هداهم إلى الصراط المستقيم.
ولهذا قال الله تعالى كما جاء في سورةالبقرة ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ” ولقد جاءت فتاوى العلماء المصلحون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، جاءت موافقة لما جاء به كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم من تحريم الإختلاط والتبرج والسفور، فما إنتشرت تلك الفواحش في كثير من المجتمعات إلى لبعدها عن منهج الله القويم، ولتحليلها ما حرم الله، ولإتباعهم دعاة الفساد، ومن هم من المسلمين وعالة على العباد، فضلوا وأضلوا كثيرا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ” وكما قال عليه الصلاة والسلام ” لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما”.
وكما قال عليه الصلاة والسلام “لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون زوجا أو ذا محرم ” مسلم، واعلموا يرحمكم الله أن فتنة النظر إلى النساء الأجنبيات فتنة عظيمة لما تسببه من تعلق الرجال بالنساء والنساء بالرجال، فليحذر المسلمون من الوقوع في الزنا أو دواعيه لأن الأسباب مفضية إلى عواقب وخيمة وأخطار جسيمة، وليحذر المسلمون من التمادي في الغي والباطل في السلام على النساء القريبات اللاتي لا يحللن لهم أو مصافحتهم، فهذه هي الفتنة والمصيبة، ولهذا قال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم “إني لا أصافح النساء” وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ما كان يبايع النساء إلا بالكلام ” هكذا كان التوجيه النبوي الشريف لعامة الأمة دون تخصيص.
فمن أين أتى العلماء الذين يفتون في وسائل الإعلام الهابطة بجواز النظر والتبرج والاختلاط ؟ ومن أين إستقوا تلك العلوم ؟ ومن أين جاءوا بتلك المعارف ؟ والدين كامل ولله الحمد والمنة القائل كما جاء في سورة النور ” فليحذر الذين يخافون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم “
فتنة النظر إلى النساء