
فرنسا على مشارف الاعتراف بفلسطين: خطوة نحو العدالة… لا المجاملة
بقلم . عبدالحميد نقريش :
فرنسا على مشارف الاعتراف بفلسطين: خطوة نحو العدالة… لا المجاملة ، في لحظة يتعطش فيها العالم إلى العدالة والكرامة، يلوح في الأفق موقفٌ سياسيٌّ فرنسيٌّ قد يُعيد التوازن إلى مشهد طالما شُوّهت فيه الحقائق وقُمعت فيه الحقوق. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو المقبل، خلال مؤتمر دولي بمشاركة المملكة العربية السعودية يُعنى بإقامة الدولة الفلسطينية. خطوة ليست رمزية فحسب، بل تحمل في طياتها معنى أخلاقيًا وسياسيًا عميقًا: لأن ذلك سيكون عادلاً.
الاعتراف المتأخر… لكنه ضروري
منذ أكثر من سبعة عقود، يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال، ويكافح من أجل نيل حقه الطبيعي في إقامة دولته المستقلة على أرضه، بعاصمتها القدس الشرقية. وعلى مدار هذه السنوات، تقاعس المجتمع الدولي، ووقفت العديد من الدول مترددة في اتخاذ مواقف واضحة تجاه هذه القضية العادلة. لكن تصريح ماكرون هذا لا يأتي في فراغ؛ بل يعكس صحوة ضمير بدأت تتنامى في أوروبا، بعدما أصبحت جرائم الاحتلال أكثر فظاعة، وتفاقمت المعاناة الفلسطينية بشكل لم يعد يقبل التجاهل.
فرنسا… قاطرة التغيير في أوروبا؟
لطالما شكلت فرنسا قوة دبلوماسية ذات تأثير في السياسات الأوروبية والعالمية، وامتلكت تاريخًا حافلًا في الدفاع عن قيم الحرية والعدالة. وإن اتخاذ باريس لموقف واضح بالاعتراف بدولة فلسطين من شأنه أن يفتح الباب واسعًا أمام دول أوروبية أخرى، قد تلحق بها، مما يُشكل ضغطًا دوليًا متزايدًا على إسرائيل، ويدفع بعملية السلام إلى مسار أكثر توازنًا.
دور سعودي بارز… في لحظة مفصلية
مشاركة المملكة العربية السعودية في هذا المؤتمر المرتقب تعكس جدية عربية متجددة في الدفع بقضية فلسطين نحو الواجهة، ورفض إبقائها رهينة للتجاهل الدولي أو المساومات السياسية. إنها لحظة توحّد فيها المواقف العربية مع أصوات الضمير العالمي، من أجل دعم حل الدولتين على أسس عادلة وقانونية، تضمن للفلسطينيين سيادتهم وللمنطقة استقرارها.
“لأن ذلك سيكون عادلاً”… أكثر من مجرد كلمات
حين يقول ماكرون إن الاعتراف سيكون عادلاً، فهو يعبّر عن الحقيقة البسيطة التي لطالما تجاهلها العالم: أن حرمان الفلسطينيين من دولتهم ليس موقفًا محايدًا، بل انحيازٌ للظلم. والاعتراف بحقهم في الاستقلال والسيادة هو أول خطوة نحو تصحيح هذا المسار التاريخي الظالم.
فلسطين لا تنتظر مِنّة، بل تطالب بحق. والعدالة ليست خيارًا سياسيًا، بل ضرورة إنسانية. وإذا ما التزمت فرنسا بوعودها، فإن يونيو المقبل قد يكون بداية لصفحة جديدة تُكتب فيها فلسطين بالحبر الشرعي الذي تستحقه، على خريطة العالم.
لأن ذلك سيكون عادلاً… ولأن فلسطين تستحق الحياة