![](https://mawtany.com/wp-content/uploads/2025/02/inbound3496615277716866173-720x470.jpg)
فماذا انتم فاعلون يا حكام العرب ؟
خالد السلامي
منذ اربعينيات القرن العشرين اي بما يزيد عن سبعة وسبعين سنة والقادة العرب موالين ومعارضين ينادون بفلسطين قضيتهم المركزية ويتاجرون بها ولم نر فعلا جديا يؤيد مركزيتها في ضمائرهم وعقولهم وافعالهم سوى الكلام الاعلامي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وبعض الجعجعات التي تتوقف بمجرد ان يصرخ بأصحابها أسياد البيت الأبيض وما يسمى بمجلس الأمن الدولي ، وعبر كل تلك السنين العجاف كان الاحتلال يزيد من قوته ويزيد من جمع الداعمين حوله بينما نحن نزداد ضعفا وهوانا حتى وصل بنا الامر الى ان نتمنى المصالحة والتطبيع مع المحتلين قبل ان يُفرض علينا الى ان تمكن الغاصب من تأمين طوق عربي من دول جوار فلسطين بتكبيلها بما يسمى بمعاهدات سلام لم يطبق منها الا ما يخدم قوى الاحتلال وحلفاؤها بحيث جعلتهم يستفردون بالشعب الفلسطيني ليتولونه قتلا وتدميرا وتهجيرا ومما زاد الطين بِلةً ان يتنافس من كانوا يدعون المقاومة على كراسي سلطة ذليلة تحت سلطة الاحتلال حتى وصلنا اليوم الى تهديد تلك السلطة ومعها الشعب الفلسطيني بالنفي خارج فلسطين ولن نتمكن كعرب حتى من الصراخ بوجه تلك الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية إن بقيت انسانية على وجه الأرض لأننا اصلا شُغلنا بالفتن والاقتتال فيما بيننا حول طرق عباداتنا وحول اسماؤنا وعشائرنا ومناطق سكنانا بينما اصحاب مشروع أرضك يا اسرائيل ما من الفرات والنيل يزحفون باتجاه الفرات سعيا للوصول إلى النيل فيما يهدد زعيم البيت الأبيض الجديد القديم بشراء اراضينا وطرد سكانها منها بغير عودة وسيفعل ولن يجد من يقاومه لأنه فعل الكثير في ولايته السابقة ابتداء من نقل سفارته الى القدس والاعتراف بضم القدس واعتبارها عاصمة ابدية لدولة الاحتلال ثم الاعتراف بضم الجولان السوري دون اية ردود فعل ميدانية او حتى اقتصادية او دبلوماسية تشعره بوجود من يقف بوجهه.
ترى ممن سيشتري ترامب ارض غزة ويطرد اهلها منها ؟ وان حصل ونفد خطته فماذا انتم فاعلون يا حكام العرب خصوصا وانتم مكبلين بالقواعد الامريكية والغربية التي تحتل اغلب الاقطار العربية التي جئتم بها لحماية عروشكم فصارت سيوفا مسلطة على رقابكم عدا معاهدات التطبيع التي الزمتكم بالتنازل عن كل شيء مقابل الحفاظ على كراسيكم ؟
وان لم يجد من يوقفه فسوف يشتري كل ارضكم بابخس الاثمان ويهجركم مشتتين الى كل صحاري الأرض ، وسيزداد اصحاب المشاريع التوسعية الاخرى إقداماً على تحقيق تطلعاتهم بتقاسم ما يتبقى من أرضنا فيما بينهم وسيأتي يوما على كل عربي ان يبحث له عن أرض تؤيه وذويه ولن يجد .