مقالات

فوائد الرضاعة الطبيعية

فوائد الرضاعة الطبيعية

بقلم الدكتورة :دعاء زكريا

الرضاعة الطبيعية هي من أهم الهدايا التي يمكن أن تقدمها الأم لطفلها، فهي استمرار طبيعي لمرحلة الحمل والولادة، وتوفر فوائد جمة لكل من الطفل والأم على حد سواء.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
حليب الأم هو الغذاء الأمثل للرضيع، فهو مصمم خصيصًا ليلبي جميع احتياجاته الغذائية والمتنامية، ويتغير تركيبه ليتلاءم مع كل مرحلة من مراحل نمو الطفل. إليك أهم فوائده:
* غذاء متكامل ومثالي: يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية، الفيتامينات، المعادن، والماء اللازمة لنمو الطفل بشكل صحي وسليم، وبنسب مثالية سهلة الهضم والامتصاص.
* تعزيز الجهاز المناعي: يعتبر حليب الأم خط الدفاع الأول للطفل، فهو غني بالأجسام المضادة وخاصة “اللبأ” او لبن السرسوب (أول حليب ينتج بعد الولادة)، والتي تحمي الطفل من العدوى البكتيرية والفيروسية، وتقلل من خطر إصابته بالعديد من الأمراض مثل التهابات الأذن، الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي (الإسهال والقيء)، والتهاب السحايا البكتيري.
* الحد من الأمراض المزمنة: تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة الطفل بالسمنة في مرحلة الطفولة والأمراض المزمنة في المستقبل، مثل داء السكري من النوع الأول وداء كرون، والحساسية والربو، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).
* تعزيز النمو العقلي والإدراكي: يساهم حليب الأم في النمو العقلي السليم للطفل، وقد أشارت الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا قد يكونون أكثر ذكاءً. كما يعزز النمو الإدراكي والعقلي على المدى الطويل.
* النمو السلوكي والعاطفي: تساهم الرضاعة الطبيعية في تنمية مهارات التنظيم العاطفي والسلوكي لدى الأطفال، وتقوي الرابطة العاطفية بين الأم والطفل بفضل التلامس الجسدي وإفراز هرمون الأوكسيتوسين.
* صحة الفم والأسنان: تساعد عملية المص أثناء الرضاعة الطبيعية على تقوية فكي الطفل، وتساهم في ظهور الأسنان بشكل أسرع وأكثر صحة.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
لا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، بل تمتد لتشمل الأم أيضًا، وتقدم لها العديد من المزايا الصحية والنفسية:
* التعافي بعد الولادة: تساعد الرضاعة الطبيعية على انقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بشكل أسرع بعد الولادة، وتقلل من نزيف ما بعد الولادة، مما يقلل من خطر الوفاة المرتبطة بالولادة.
* فقدان الوزن: تساهم الرضاعة الطبيعية في حرق السعرات الحرارية، مما يساعد الأم على استعادة وزنها الطبيعي بعد الولادة بشكل صحي.
* الوقاية من الأمراض: تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر إصابة الأم بالعديد من الأمراض على المدى الطويل، مثل سرطان الثدي والمبيض، السمنة المفرطة، سكري النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم.
* تقليل اكتئاب ما بعد الولادة: تزيد الرضاعة الطبيعية من إفراز هرمون الأوكسيتوسين، والذي يساعد على تحسين الحالة المزاجية للأم ويقلل من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
* الراحة والاقتصاد: حليب الأم جاهز دائمًا ولا يحتاج إلى تحضير أو تدفئة، مما يوفر على الأم الوقت والجهد والمال الذي قد تنفقه على الحليب الصناعي ومستلزماته.
بشكل عام، الرضاعة الطبيعية هي عملية طبيعية ومتكاملة تعود بالنفع على صحة وتطور الطفل البدني والعقلي والعاطفي، وكذلك على صحة الأم ورفاهيتها. لذلك، ينصح الأطباء بالرضاعة الطبيعية الحصرية للأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، والاستمرار في الرضاعة حتى عام أو عامين مع إدخال الأطعمة الصلبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى