المقالات

فى بيتنا مراهق

مقالات موطني

فى بيتنا مراهق

 

بقلم/د.همت مصطفى

 

التعامل مع الشباب في سن المراهقة يتطلب فهماً عميقاً للتغيرات النفسية والجسدية التي يمرون بها خلال هذه الفترة الحساسة.

 تعتبر المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والنضوج، حيث يبدأ الشاب في البحث عن هويته واستقلاليته، وهو ما قد يؤدي إلى تحديات في العلاقة بينه وبين أسرته والمحيطين به. وهذهبعض النقاط الرئيسية حول كيفية التعامل مع الشباب في هذه المرحلة:

 

1. التفاهم والتعاطف

 

من المهم جداً أن يتفهم الأهل والمربون طبيعة التغيرات التي يمر بها المراهق، سواء كانت جسدية أو نفسية. المراهقون يعانون أحياناً من مشاعر متناقضة، مثل الرغبة في الاستقلال والاعتماد على الذات، وفي الوقت ذاته الحاجة إلى الدعم والمساندة. الاستماع الجيد، دون إطلاق أحكام مسبقة، يساعد المراهق على الشعور بالتفهم والاحترام.

 

2. الاستماع الفعال

 

يجب على الأهل أن يكونوا مستعدين للاستماع إلى مشكلات وأفكار أبنائهم دون الانتقاد أو التوجيه الفوري. قد يحتاج المراهقون إلى مساحة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، حتى وإن كانت هذه المشاعر تبدو غير منطقية أو مبالغاً فيها.

 

3. تشجيع الحوار المفتوح

 

يجب على الأهل تشجيع أبنائهم على التحدث بصراحة عن مشاعرهم ومخاوفهم، والحرص على خلق بيئة آمنة حيث يشعر المراهق بأنه يمكنه التعبير عن نفسه بحرية. الحوار المفتوح يساعد في تقليل الفجوة بين الأجيال ويسهم في تقوية العلاقة بين الأهل والأبناء.

 

4. وضع الحدود بمرونة

 

في حين أن المراهقين يبحثون عن الاستقلال، فإنهم يحتاجون أيضاً إلى حدود واضحة لتوجيه سلوكهم. من المهم أن تكون هذه الحدود مرنة وقابلة للتفاوض، بحيث يشعر المراهق بأنه يتمتع بقدر من الحرية والمسؤولية. مثلاً، يمكن تحديد أوقات معينة للخروج أو استخدام الأجهزة الإلكترونية، مع ترك المجال للمراهق للمشاركة في اتخاذ هذه القرارات.

 

5. دعم تطور الهوية الشخصية

 

المراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها الشاب بتكوين هويته الشخصية. من المهم أن يدعم الأهل أبناءهم في اكتشاف اهتماماتهم ومواهبهم، حتى لو كانت مختلفة عن توقعات الأسرة. السماح للشاب بالتجربة والخطأ في بعض الأحيان هو جزء من عملية نموه وتطوره.

 

6. التوجيه الإيجابي والتشجيع

 

بدلاً من التركيز على الأخطاء أو التصرفات السلبية، من الأفضل أن يُركز الأهل على الجوانب الإيجابية في سلوك المراهق. تقديم الثناء على الجهود المبذولة، مهما كانت صغيرة، يعزز الثقة بالنفس ويحفز على تحسين السلوك.

 

7. تفهم الضغوط الاجتماعية

 

المراهقون يتعرضون لضغوط كبيرة من أقرانهم والمجتمع، سواء في المدرسة أو على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الضغوط قد تدفعهم إلى تبني سلوكيات أو مواقف لا تتناسب مع شخصيتهم الحقيقية. على الأهل أن يكونوا على دراية بهذه الضغوط وأن يساعدوا أبناءهم في التعامل معها بحكمة.

 

8. القدوة الحسنة

 

يعتبر الأهل قدوة للمراهقين، لذا يجب أن يكون سلوكهم متسقاً مع القيم والمبادئ التي يرغبون في غرسها في أبنائهم. التصرف بمسؤولية واحترام الآخرين سيشجع المراهقين على تبني نفس السلوك.

 

وأخيرا وليس آخرا

فإنالتعامل مع المراهقين يتطلب صبراً وتفهماً، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع احتياجاتهم المتغيرة. بالتواصل الفعّال، والدعم العاطفي، والتوجيه الإيجابي، يمكن للأهل مساعدة أبنائهم على تجاوز هذه المرحلة بسلام وتنمية شخصياتهم بشكل صحي ومستقل.

فى بيتنا مراهق

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار