الرئيسيةاخبار عربية.قانديه : السهر يربك “الساعة البيولوجية” ويضعف الجهاز العصبي ويرفع معدلات القلق والتوتر
اخبار عربية

.قانديه : السهر يربك “الساعة البيولوجية” ويضعف الجهاز العصبي ويرفع معدلات القلق والتوتر

د.قانديه : السهر يربك “الساعة البيولوجية” ويضعف الجهاز العصبي ويرفع معدلات القلق والتوتر
د. منصور نظام الدين : جدة:

المستشار الإعلامي لجريدة موطني الدولية

كشف استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه، أن السهر أصبح من أكثر السلوكيات انتشارًا في العصر الحديث، وإنّ آثاره تتجاوز التعب العام لتصل إلى مستويات عميقة تمس توازن الجسم ووظائفه الحيوية، موضحًا أن تأخير النوم يخل بالساعة البيولوجية ويضعف الجهاز العصبي ويرفع من معدلات القلق والتوتر، كما يؤدي إلى تراجع كفاءة جهاز المناعة ويزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض، بجانب تأثيره السلبي في عمليات الأيض وقدرة الجسم على تنظيم الشهية والطاقة، وهو ما يجعل السهر سببًا مباشرًا لزيادة الوزن والاضطرابات المزاجية وتدنّي الأداء الذهني والتركيز.
وأوضح أن التقنيات الحديثة لعبت دورًا كبيرًا في تكريس عادة السهر، حيث يثبط الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس، فيما تسهم التطبيقات الرقمية ذات المحتوى المتجدد في إبقاء الدماغ في حالة يقظة متواصلة، كما تخلق الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل حالة من الترّقب الدائم التي تمنع الدخول في نوم عميق، مما جعل الأجهزة الإلكترونية عاملا رئيسيا في اضطراب أنماط النوم لدى مختلف الفئات العمرية.
وأضاف أن النوم المبكر لدى الأطفال واليافعين والمراهقين يعتبر ضرورة ملحة لا يمكن التفريط بها، لأن هذه المرحلة العمرية تشهد نموًا سريعًا للدماغ والعضلات والعظام، ويحتاج خلالها الجسم إلى نوم كافٍ وعميق لضمان التطور الجسدي والمعرفي السليم ، كما أن النوم المنتظم يعزّز القدرة على التعلم ويقوي الذاكرة ويساهم في ضبط المزاج وتحسين التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى دوره المهم في دعم الجهاز المناعي ومنع الاضطرابات السلوكية التي تظهر نتيجة السهر المزمن.
وأشار د.قانديه إلى أهمية هرمون “الميلاتونين” باعتباره المنظم الرئيسي لدورات النوم واليقظة، إذ يفرز طبيعيا عند حلول الظلام، ليرسل للجسم إشارة واضحة بالاستعداد للنوم ، بينما السهر والتعرض المفرط للضوء الأزرق يؤديان إلى تأخر إفراز هذا الهرمون أو اضطراب مستوياته، وهو ما ينتج عنه صعوبة الدخول في النوم وتدني جودته والشعور بالتعب والكسل خلال النهار، فاحترام طبيعة هذا الهرمون يتطلب تهيئة البيئة المناسبة للنوم وتقليل الإضاءة الاصطناعية في ساعات الليل.
ودعا د.قانديه الأطفال واليافعين وأسرهم إلى تبني سلوكيات نوم صحية تسهم في تجنب السهر، مثل تقليل التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم، والالتزام بموعد ثابت للتوجه إلى النوم، وتوفير بيئة هادئة ومظلمة في غرفة النوم، والابتعاد عن المنبهات في المساء، وممارسة نشاط بدني خلال اليوم يساعد الجسم على الاسترخاء ليلا، مشددا على أن تعزيز ثقافة النوم الصحي هو مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع، لضمان نشأة جيل يتمتع بصحة أفضل وقدرة أعلى على الإنتاج والتعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *