
قرية البرخيل تشتعل يوميًا دون تفسير … ومفوضية أممية تحقق في الأمر
بقلم د. هاني المصري
————————————————-
سوهاج – مصر | تحقيق خاص
في واحدة من أغرب الحوادث التي تشهدها محافظة سوهاج، وتحديدًا قرية البرخيل التابعة لمركز البلينة، تعيش عشرات الأسر منذ أسابيع على وقع رعب يومي متصاعد، بسبب حرائق غامضة تندلع داخل منازلهم وممتلكاتهم دون سبب معروف، وفي توقيتات محددة تتكرر بشكل مريب، ما فتح الباب أمام سيناريوهات غير عقلانية تتجاوز حدود العلم والمنطق.
الأهالي، الذين فقدوا الأمل في تفسيرات رسمية أو تحركات محلية، لم يجدوا أمامهم سوى رجال الدين من الشيوخ والقساوسة، علّهم يجيبون على السؤال الذي بات يطارد الجميع:
من يشعل النيران؟ ولماذا؟
وسط هذا الغموض، جاء القرار الحاسم من الدكتور هاني المصري، رئيس مفوضية الأمم المتحدة للصحافة والإعلام، بتكليف لجنة تقصي حقائق بقيادة الأستاذ محمود محروس، رئيس لجنة حقوق الإنسان للمفوضية بمحافظة سوهاج، وبعضوية نخبة من أعضاء المفوضية بالمحافظة، للوقوف على حقيقة ما يحدث في القرية المنكوبة.
لجنة أممية في مهمة “استثنائية”
اللجنة التي باشرت عملها مؤخرًا، أوضحت في بيان أولي أنها “تتعامل مع الوضع بوصفه أزمة إنسانية لها أبعاد حقوقية وأمنية ونفسية”، مشيرة إلى حجم الخسائر التي تكبدها الأهالي، والتي تراوحت بين نفوق عشرات رؤوس المواشي، واحتراق كميات كبيرة من الأسمدة ومخزون الحبوب، فضلًا عن تلف منازل كاملة، ما أدى إلى نزوح بعض الأسر مؤقتًا من القرية.
الأستاذ محمود محروس، رئيس اللجنة، صرّح لموقعنا قائلًا:
“ما يحدث في البرخيل ليس حادثًا عرضيًا، بل سلسلة ممنهجة من الكوارث اليومية. يجب أن نعرف: هل هناك فاعل خفي؟ أو تقصير جسيم من الأجهزة المعنية؟ أم أن هناك ظواهر غير مفسّرة يجب أن تُدرس من زاوية أخرى؟”
بين العلم والخرافة: الأهالي بين المطرقة والسندان
يؤكد عدد من الأهالي أن الحرائق لا تترك أثرًا تقنيًا واضحًا، ولا يتم العثور على آثار لمواد مشتعلة أو توصيلات كهربائية متهالكة. بل الأكثر غرابة، كما يقول الحاج سيد منصور، أحد المتضررين، أن “النار تشتعل أحيانًا في أكياس مغلقة أو داخل خزانات مغلقة، دون أن يلمسها أحد”، مضيفًا:
“جبنا شيخ قرأ آيات من القرآن فهدأت النيران يومين، ثم عادت بقوة. في يوم، جاء قسيس من البلدة المجاورة وصلى مع الأهالي، لكن لم يتغير شيء. إحنا في رعب ما بعده رعب.”
صمت رسمي مثير للدهشة
ورغم تصاعد حجم الكارثة، لم تُصدر محافظة سوهاج أي بيان رسمي يوضح ما يحدث، ولم تتحرك أي جهة لإنقاذ الأسر المتضررة أو توفير مساعدات عاجلة، ما زاد من حالة الغضب الشعبي والتساؤلات عن غياب أجهزة الحكم المحلي في مواجهة أزمة بحجم هذا الرعب الجماعي.
اللجنة الأممية طالبت بالفعل بفتح تحقيق شامل من قبل النيابة العامة، والتنسيق مع وزارة الداخلية والبيئة للبحث في الأسباب المحتملة، بما في ذلك “العوامل غير التقليدية”، على حد وصف التقرير الأولي.
“البرخيل” تستغيث… فهل من مجيب؟
تبقى قرية البرخيل، على ضفاف الرعب، تنتظر إجابة واحدة على سؤال بات يشعل الخوف في قلوب ساكنيها:
من يشعل النيران؟
هل هو فاعل مجهول يتلاعب بمصير الناس؟ أم أن الجن، كما يعتقد البعض، وجد منفذًا للعبث بأمان البسطاء؟
وفي كل الحالات… من ينقذ هذه القرية من اللهيب؟
قرية البرخيل تشتعل يوميًا دون تفسير … ومفوضية أممية تحقق في الأمر