قرية منيل شيحة في طي النسيان: بين الإهمال وانعدام الخدمات
قرية منيل شيحة في طي النسيان: بين الإهمال وانعدام الخدمات
بقلم/ صابر محجوب
تقع قرية منيل شيحة بمركز ومدينة أبو النمرس بمحافظة الجيزة في موقع استراتيجي متميز، حيث تطل على نهر النيل من الجهة الغربية، وتواجه منطقة المعادي. ورغم هذا الموقع الفريد الذي يفترض أن يجعلها منطقة جذب حضري، إلا أن الإهمال وانعدام الخدمات حوّلاها إلى قرية تغرق في الأزمات، وسط معاناة سكانها من التجاهل الحكومي.
بحيرة من مياه الصرف الصحي
تحولت شوارع منيل شيحة إلى مستنقعات نتيجة غرقها بمياه الصرف الصحي. تسربت هذه المياه إلى المنازل، مما خلق بيئة ملوثة تهدد السكان بمخاطر صحية وبيئية خطيرة. الأمر لم يتوقف عند الشوارع، بل اضطر العديد من الأهالي إلى مغادرة منازلهم هربًا من ظروف معيشية قاسية لا يمكن تحملها.
مشروع الصرف الصحي: 16 عامًا من الفشل
بدأ العمل بمشروع الصرف الصحي في القرية عام 2008، وكان من المفترض أن يتم الانتهاء منه بحلول عام 2010. لكن، حتى الآن، لا يزال المشروع متوقفًا بسبب الإهمال وتراكم المشكلات الإدارية. على مدار 16 عامًا، لم يتحرك الملف سوى بوعود واهية، تاركًا الأهالي في معاناة مستمرة.
إهمال وتواطؤ المسؤولين
المسؤولون المحليون لم يقفوا عند حد الإهمال، بل تورط بعضهم في تواطؤ واضح مع أصحاب عربات الكسح، الذين يفرغون حمولاتهم في الترع والمصارف، ملوّثين البيئة الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر القرية مشهدًا مأساويًا بسبب التعديات المستمرة على الطرق وحرم الترع والمصارف. تراخيص البناء العشوائي وتجاهل القوانين التنظيمية أدى إلى تضييق الطرق الحيوية مثل طريق مصر-أسيوط وشارع طراد النيل، مما تسبب في اختناقات مرورية تعرقل حركة المواطنين.
غياب الخدمات الأساسية
مكتب البريد: رغم تخصيص قطعة أرض لإنشاء مكتب بريد يليق بالمواطنين، فإن تعقيدات إدارية ومصالح شخصية عرقلت المشروع.
الخدمات الصحية: لا يوجد مركز صحي يعمل على مدار 24 ساعة. الوحدة الصحية الوحيدة الموجودة تغلق أبوابها في أوقات مبكرة، مما يترك الأهالي بلا خدمات طبية للحالات الطارئة.
المرافق العامة: استمرار إغلاق الشوارع بسبب التعديات والأكشاك أدى إلى تعطل حركة المرور وزيادة معاناة السكان.
الأراضي العامة ومصالح خاصة
الأراضي المخصصة للدولة أصبحت هدفًا لمستغلين بالتواطؤ مع بعض المسؤولين. فالمحلات التجارية التي شُيدت على أراضٍ حكومية تُدر آلاف الجنيهات لجيوب خاصة، بينما تحصل الدولة على الفتات، في ظل غياب واضح للرقابة والمحاسبة.
منيل شيحة: نموذج للمعاناة
ما يحدث في منيل شيحة يعكس واقعًا تعيشه العديد من القرى المصرية. الإهمال الحكومي والفساد الإداري جعلا من هذه القرى بيئة طاردة، محرومة من أبسط الحقوق الأساسية.
ختامًا
يأمل سكان منيل شيحة أن يتحرك المسؤولون لانتشال القرية من هذه الأوضاع المتدهورة. إنهاء مشروع الصرف الصحي، تحسين الخدمات الصحية، وإعادة تنظيم المرافق العامة ليست مجرد أمنيات، بل حقوق يجب تلبيتها. فهل يتحقق ذلك قريبًا، أم ستبقى منيل شيحة في طي النسيان؟