قصة قصيرة
__________
القرد و الجراب الجلد
————————–_
للسيرك بعد ان تم اصطياده من احد غابات كينيا و بيعه لاحد الفرق التي تقدم عروضها في مصر
والتي يطلق علي نفسها السيرك الاتيني رغم ان كل اعضاء السيرك لم يغادر مصر
تم تخصيص قفص لزكي بجانب زملائه من الحيوانات التي تم شرائها للعمل في السيرك
في صداره الخيمه كان يقبع الاسد شمشون و كان ملك الغابه و يهابه الجميع و لكن بعد ان تم اصطياده ووضعه في القفص كانت زوجته ريتا يزجره بزائيرها من وقت لاخر و تلومه علي وضعه الحالي كأسد بلا ملك او نفوذ و هو صامت في اسي يخشي ان يرد عليها تجنبا لتفاقم المشاكل و حتي لا تتاثر مشاكلهم الاشبال التي ترعاهم الام
بل لم يعد يعاتبها علي حركاتها المثيره للجمهور اثناء العرض حتي تنال مزيدا من التصفيق و الإعجاب. فقد انتهي ملكه وذهبت هيبته يوم ان التحق بهذا المكان
واصبحت زوجته تعمل معه ويشاهدها الجمهور و اصبح العرض لا يتم الا وهي معه
فهو لم يعد ملك الغابه بل اصبح نمره و فقره في برنامج مسلي للزبائن و المشاهدين
بعد ان كان ظهوره في الغابه كفيل بإدخال الرعب علي كل من في المكان.
و نظر القرد الي الحمار وهو يحمل كل أصناف الطعام من لحوم وفاكهه و رغم ثقل الحموله و تكرار مرات النقل الا انه لا يستطيع تناول اي طعام لان الحمير لا تأكل اللحوم و الفاكهه فهو ينقل و لا يتذوق
وكم كان بائسا منظر الحمار و هو يحمل زميله الحمار العجوز الذي مرض ولم يعد قادر علي حمل الاثقال ليكون طعاما للحيوانات المفترسه و تسأل القرد هل فكر الحمار في مصيره بعد ٥ سنوات وهو يحمل هذا الحمار العجوز كطعام للاسود
اما الدب فرغم هيئته الضخمه و قوته الكبيره الا ان كسله جعله بلا قيمه و تسبب كسله في اتهام الكثيرين له بالغباء
لمح القرد حرباء تتحرك علي الارض وكلما تغير لون الأرض تغير لون جلد الحرباء
فبرغم ضعفها الا ان قوتها في تغيير لونها في لحظات نوع من التأقلم الغير طبيعي مع ظروف الحياه ربما سقطت من احد الاشجار ودخلت السيرك بطريق الخطأ.
نظر القرد الي منطقه الزواحف وكم ادهشه ان التمساح يفتح فاه عن اخره فتدمع عيناه ليس خزنا و لكن قوه لالتهام طعامه
نعم القرد يعلم ان التماسيح لا تبكي بل تفترس عندما كان في الغابه.
جلس القرد يتذكر ايام الغابه و تنقله بين الاشجار يلتقط اطيب الثمار و ينعم بالسماء الصافيه و الهواء الطبيعي بعيدا عن ذلك القفص اللعين و الوظيفه التي تجعله تسليه و سخريه من الجميع.
جن الليل وبدء العرض و اتي من يجهز القرد بصديري ملون و قبعه ضخمه و عصا ذهبيه
ودخل القرد ارض العرض و سط ضحك و سخريه الجماهير و تعليقات عن تشابه لون الصديري مع احد اعضاء جسمه
كان يضحك ويبدي السرور و لكن كان يتمزق من داخله و بعد انتهاء العرض تم وضع الموز و السوداني له و لكنه لم يستطع تناول الطعام فبعد ان كان يطلق عليه حكيم الغابه اصبح اضحوكه للصغار و الكبار.
وفي الصباح تم ايقاظ القرد للخروج مع احد اعضاء المسرح لعمل فقره علي شاطئ المصيف مع بعض الحيوانات الاخري مثل الثعابين و التماسيح الصغيره و الحمار .
الاسود و النمور في سبات عميق وهو و الحيوانات الاخري ستعمل بالنهار ايضا
تكرر الخروج نهارا و العمل ليلا حتي مل القرد من ذلك واحس بالظلم و الاهانه
فكل هذا العمل الشاق مقابل الطعام فقط
و فقد الحريه و الحبس في الاقفاص
قرر القرد الهرب وخطط أثناء خروجه الي الشاطىء سيهرب وقت اخذ الصور له مع الاطفال. ونجح بالفعل في الهرب رغم ان جميع من في الشاطئ حاول امساكه و خرح الي الشارع و تنقل بين البيوت عده ايام ياكل من القمامه ويضع باقي طعامه في جراب جلد التقطته من احد صناديق القمامه ولكنه اثار ذعر اهل المنطقه عندما بدا بعد السكان في مشاهدته رغم انه لم يهاجم احد. وكان التساؤل ماذا يضع القرد في هذا الجراب و لماذا يتمسك به عند الهرب و لا يتركه لابد ان به شئ ثمين او أموال او ربما القرد مدرب علي السرقه او تبع احد العصابات التي تستخدم الحيوانات في السرقه. ودارت قصص وحكايات عن القرد و قدراته و مغامرات الجميع معه وكلها من نسج الخيال
حتي تم امساكه من مجموعه من الشباب و تم فتح الجراب و لم يجدوا فيه الا قليل من بقايا طعام. هنا انكشف زيف كل الروايات عن القرد وقرر الشباب بيعه لصاحب محل عصافير و اسماك زينه و تقسيم المبلغ عليهم و دخل زكي القفص مره اخري و اصبح امله ان يقتنيه شخص للزينه بعد ان ذاق مشقه العمل و بهدله الشارع
و في القفص جلس يتذكر ايام كينيا و غابات كينيا وصديقته شيتا
وفي داخله يقول كان يوم اسود يوم ما تركت نيروبي
آه يا نيروبي
تمت قصة قصيرة القرد و الجراب الجلد
م محمود عبد الفضيل /مصر