قصة

قصة قصيرة بعنوان /شمس العاشق

جريدة موطني

قصة قصيرة شمس العاشق
عندما كان الأربعة.. يحلفون بالله بأن الذي طار في سماء العصر .. هو العاشق ، وان أمه التي ولدته في شمس يوم حار .. كانت تبكي على ذكر البط .. الذي أرتبط على الأرض .. وأبتلع العاشق وطار في الهواء .. وإن الناس شاهدوا بقايا جلباب العاشق يرفرف على حائط الزريبة القبلي .. وإن الشمس الشموسه ، أم قرص كبير .. ضحكت ضحكة كبيرة .. ورمتها على وجه العاشق ، الذي احترق وجه ، وبقي مثل المحروق .
قالوا إن أمه عندما بكت .. فاضت أنهار .. وامتلأت ترع .. وحمل الساقين ألف لتر من الماء .. ووزعوها في الدروب ، والحارات البعيدة .. التي لم يصل إليها إنسان .. وإن الرجل كان يستحم ويغسل وجه عشر مرات في الساعة .. وإن الأم استمرت في البكاء ..لمدة ست سنوات ..وإنها حملت تراب الشوارع على ملابسها لمدة ستة سنوات .. وتزوجت في السنة السابعة .. من حامد الذي تحول ولم يبق جامد .. فخرجت في عصر يوم السبت .. وركبت الحوائط ونفشه شعرها ودعت على العاشق .. الذي غاب وتركها لذلك الحامد .. وعندما لم تجد مستمعين إلى شكواها .. هبطت وعادت إلى البيت .. دخلت وفي الدخول تحول البيت .. إلى صمت ، وفي الصمت تبقى العيون ساهرة .. تنتظر الغائب .. والغائب بعيد .. هناك في الأرض البراح .. نراه في أحلامنا ونحلف به في كلامنا .. ونقول لو كان هنا لقطف الثمرة البعيدة أعلى الشجرة .. ولعاد بالطائر الذي طار فوق عشه الفراخ .
تهدم بيت أم العاشق ثلاث مرات .. وأعيد بناؤه ثلاثة .. في المرة الأولى تحول المنزل إلى منزل .. وفي الثانية تحول المنزل إلي مقهى .. وفي الثالثة تحولت المقهى إلي منزل .. يعيش فيه عبد أسواد ، لا يأكل اللحم .. يترك كفه على وجه البيت .. يحمل في صدره قلبين .. قلبا أحب عبدة سوداء ركبت سفينة ، حملتها إلى جزيرة خضراء في وسط البحر .. وأحبت وماتت من حب رجل قصير ضربها بالسيف .. في معركة لا نعرف اسمها .. أنما هي معركة كأكل المعارك التي تنشب على أصغر الأسباب لذلك سوف نسميها مر الزمان التي مات فيها من بيت ابن خالة عمه رجل وآمرتان .. ومن بيت أحد أقاربه عشر نخلات .. وعبدة سوداء ضربة عن طريق الخط .. حيث ظن القصير أنها فارس .. فضربها وشقها إلي نصفين .. أما القلب الثاني كان قد خبائه في جوف الحوت .. حتى لا يراه يعشق عبدة سوداء تموت في جزيرة على يد رجل قصير .
في يوم جاء الأربعة وقالوا للعبد الأسود .. الذي هاج وماج وظن أن الأربعة جاءوا ليسرقوا قلبه .. لكنه أطمئن حين سمع الحكاية عن ظهر كلب .. قالوا له أتعرف أن العاشق عندما أدركه التعب .. نام مثل كل الناس .. فجاء حوت كبير بطول شجرة .. فابتلع العاشق .. وعندما استقر العاشق داخل جوف الحوت .. اصطدم بقلب العبد .. حمله بين يديه .. ودار به فأعجبه القلب .. عندما وجده قلبا فارغا .. من فراغ الفارغ .. لذلك أحبه وأدخله صدره .. فارتعش .. كأنه طفل صغير سقط من بطن أمه .. فوجد الحياة باردة .. فارتعش .. وسقط من جوف الحوت .. فقال العبد إن كان ذلك حقا فحق الحق عليه القتل .. وفي القتل سوف يكون معك خمس بيضات .. وعشرة أردب من أجود أنواع القمح .. وسوف نزوجك من أول عبدة سوداء تمر من شارع السوق .. فرح العبد بذلك ، وأخذ يغنى في الطرقات .. ونسي أن يقتل العاشق .. مما دفع الأربعة إلى كسر البيض وأكل القمح وتزوج أولهم العبدة السوداء وأصابه البرص في قدمه اليسرى .. فذهب إلى الطبيب .. الذي أشار عليه أن يطلق العبدة السوداء بالثلاثة .. وأن يذهب إلى السوق ويشتري جارية بيضاء تشرب اللبن بعد الفجر .. وترقص بالليل حين يطول السهر ..ذهب الأول ولم يعد .. ساءل الثاني والثالث عن مكان الأول فقال العاشق البعيد ان البلاد عندما تحب يفيض الشوق على جانبي الطريق .. لم يفهم الثاني كلام العاشق .. وتركه على سكة قطار .. وذهب إلى زوجة روحه .. فأحبها .. وانتهى به الحال إلى العشق .. عشق كلامها .. وأدرك أنه سوف يسمع حكاية .. فجلس على الأرض وأستمع جيدا .. لكنه لم يسمع شيئا .. فأدرك الابتسامة الأخيرة .. فتزوقها فشعر بمرارة العسل .. فصرخ على كوب ماء .. ونطق بالشهادة .. ومات وبموت الثاني أصبح الأصدقاء ثلاثة والعاشق غائبا .. لم يبك على الثاني ولم يحمل لقب الرابع .. فعاد الثلاثة إلى بيت العبد الأسود .. الذي انتصب على قارعة الطريق ..قبل أن ينتهي زمن الحيرة .. وقبل أن تدق أرغفة الخبيز ورائحة البرتقال في جنبات البيت .. قال العبد الأسود : إن الموت واحد .. والعمر واحد .. والرب واحد .. ومن سرق قلبي .. وجعلني بلا قلب في ليالي الشتاء .. لهو الأولى بان يعيش عار ، من إحساس الحب .. لكن الكلام لم يعجب الثلاثة .. فرحوا يرقبون حليب الأبقار .. دون أن يدرك إحدى روائح الخوف في ملابس العبد .. نفض العبد جلبابه وسار عشرين مترا .. ورمي ما في جيبه .. وجرى .
أستيقظ الثلاثة من نوم عميق .. وتبينوا أن فكرة قتل الخامس على يد عبد أسود أدركها السراب .. فألم يعد لها مكان على الطريق .. وسمعوا كيف أن المطر لا يدخل النافذة ما دام هناك زجاج للنافذة .. وإن العاشق لكي يموت لابد من أن يموت على يد درويش .. الذي إذا دعت الضرورة يقاتل بشراسة حيوانا بريئا في شتاء حقول من الصحراء .. وسيطيع أن يعد أسماء الأحلام العرجاء في سماء كتاب .. ويميز الأشجار الخضراء في الغابات .. ويأتي بكرسي امرأة حملت معها رائحة الياسمين من حدائق بعيدة .. إنه الدرويش الذي يبكي حين كانت عيناه تبدوان قاسيتين وجامدتين .. صحيح أن الثلاثة عندما أدركوا الشمس في السماء .. وذهبت بهم امرأة عرجاء إلى أول البحر .. حيث شربوا وأكلوا من ثمار شجرة الحمام .. فجاء صاحب الشجرة ودعا عليهم .. فكان الأول قردا دون سلسلة .. أما الثاني فسار كلب دون ذيل .. أم الثالث وما أدراك ما الثالث فكان الخوف في ركابه .. فعاش يحمل في قلبه قردا دون سلسلة وكلب دون ذيل .. فجاع فنزل إلي قرية فرأي رجل يحمل ماء .. فطلب منه شربة ماء .. فرفض الرجل أن يعطيه الماء قبل أن يفك القرد من السلسلة .. وأن يقطع ذيل الكلب .. فاستغرب الثالث وأضاف إلى استغرابه بعض مما كان في جرة عسل انفلتت من يد صبي مذعور من طائر أعمى .. وصرخ بأن القرد صديقه الأول والكلب صديقه الثاني .. وان الحكاية لم تنته عند ذلك .. بل الخامس هو من فعل ذلك .. فأقلت للذي ذهب أن الماء يساوى الذهب .. حين تكون في الصحراء .. أنه الخامس الذي يدخل الحكاية من كل باب .. ولا نعرف لماذا يدخل ؟ ووقتما يخرج ..انه فقط العاشق الذي يحمل قلب بطعم النعناع .. يهفوان إلى عود كزبرة جاف .. يطير في هواء باهت لا يري الضوء .. أنما يسمع موسيقى الجبل .. ويبكي إذا رأى لسعة شمس في وجه امرأة .. لأنه العاشق فقد كرهه الأربعة حتى موت الأول في شربة ماء ..وحين أسقطوه في بئر الكراهية تعلق في حبل الأمل .. فجاء رجل أعرج وأخرجه من البئر.. فسار في طريق الأربعين .. فشاهد أربعون شجرة .. وحرمت عليه ثمارها .. فبكي .. وغاب أربعون يوما .. وأنتظر أربعين دقيقة لكر يركب طابور الجمال الآتي من الجنوب .. الذي أوصله إلي حافة الأرض .. فسقط .. قالوا أنه سقط من الفضاء .. وتاه في أرض الله ..وعندما جاءت قدمه اليسرى بجوار اليمني .. أحب السقوط .. فمات .. وعاش بضعة أيام عاطلة لم يفعل فيها شيء
تبين للثلاثة كذب الحكاية .. وان أصل الحكاية لم تخرج من صدق امرأة .. أنما من روى الحكاية .. أضاف لها بعض من كره وحبه إلى التجويد .. انه العشق يا سادة .. العشق في ترتيب الحكاية كما يحلو له ..فأخذت المرأة من حكايات قديمة وأضافت إلى عناصر القصة الحالية حيث قالت :
وقبل القول حلفت بالله ثلاثة .. ولماذا ثلاثة هي تقال كده .. بأن العاشق ابن الخامسة والأربعون .. أدركه النوم ، فنام بجوار البئر ، الذي فتح فمه .. فسقط العاشق دون صوت .. وتعلق على ظهر سمكة قرش .. فسارت في الماء تحت الأرض ، لعدة أعوام ..كان العاشق يتغذى من أصابع جني فيجد فيها السمن واللبن والعسل والماء والهواء .. فلم يذل يغذيه حتى عاش في سرور وهنا .. إلي أن أدرك التعب سمكة القرش .. فطلبت الراحة ..فخرجت من ورقة الأرض .. وسارت في الهواء وسقطت في البحر الأعظم .. وسقط الخامس في حقل القرنفل .. فتراجع عن فعل الفعل القبيح .. وأغلق ملامحه على ابتسامة الرضا .
حتى تهدم الحقل فابني مكانه جامع .. وعاش العاشق مقيم الصلاة يؤذن لصلاة الفجر .. ويذهب للسوق يبيع ويشترى ثم يعود إلى الجامع ويؤذن لصلاة العشاء .. وعندما ينتهي من الصلاة يعود إلى البيت .. يعاشر زوجته .. التي لم تحمل .. فتركها وهرب إلى بلاد الله البعيدة .. وحين لم يعرف أحد مكانه كتب على قبر مجهول أنه العاشق مات وعاش .
أعتقد الثلاثة أن تلك المرأة التي حكت الحكاية كانت تحب العاشق وأن العاشق عاشرها لكي تحمل وتمنحه الولد .. لذلك أسقطوا على كلامها .. بعض من نسيان .. وأشعلوا فيه النار فسار رماد .. طيروه في ريح غاضب .. وجلسوا يندبون حظهم العسر .. في أنهم فشلوا في قتل العاشق .. وان في قتله حياة ..وتنظيم شأن الحياة والناس .. انه القتل الذي يغسل روح العاشق من الدنس .
لذلك أعتقد الثلاثة للمرة الثانية أن العاشق لن يدركه الموت على يد درويش أو طائر أو ثعبان مارق .. وان الموت يأتي من الصبر .. وطول الانتظار .. والتعلق بالفكرة .. لذلك لابد من أن تموت الفكرة .. وان تعلق أسراره على حبل الغسيل .. في بيت لا يسكنه الجني .. لذلك جمعوا ذهب الفتيات .. والقوة في النار وقالوا كن عاشق العاشق .. فكان تمثال العاشق أبيض بعيون كبيرة .. وشعر في لون الحرير الأسود ..عليه جسد وفوق الجسد هيبة .. تسرق كحل العيون .. وتبنين ألف خيال في ألف رأس .. انه العاشق حين وجده الناس يقف في وجه الريح .. والمطر أحبوه ..وصنعوا له تماثيل صغيرة .
______________
بقلم الكاتب // محمد الليثي محمد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار