قصة

قصه قصيرة بعنوان / الحلوي حلوي

جريدة موطني

الحلوى حلوى

قصيرة.قصيره
بقلم / حاتم محمد الغيطاني. مصر

ذهبت صاحبة السبعين عاما إلى مكتب البريد كعادتها كل شهر؛ لتأخذ معاشها… توجهت إلى السوق واشترت حاجات الأسبوع، واشترت كيسا من قطع الحلوى… عادت إلى البيت، ووضعت حاجاتها ثم أخذت كيس الحلوى، وضعته في جيب جلبابها…
جلست على عتبة باب الدار، ووضعت في يدها قطع الحلوى ثم أخذت تنادي على أطفال الحارة وهم منشغلون في لعبهم، ولهوهم صادحة : يا سلمى يا عمر يا ندى يا ملك يا هنا يا مروة يايارا يا عادل يا بودي ياشكشك ياولاد… وما إن سمع الأطفال صوتها حتى ألقوا ما في أيديهم من لعبهم، ونزعوا أنفسهم من لهوهم، واتجهوا إلى صاحبة الصوت دفعة واحدة فرحين مهللين بنغمة واحدة (.. تيتة كريمة قبضت.. تيتة كريمة قبضت…ها ها ها ) وانقضوا عليها ملتفين، وأخذت تيتة كريمة توزع عليهم الحلوى كعادتها كل شهر… وقد التف حولها أطفال الشارع أغنياء، وفقراء صانعين مهرجانا، وحفلا غنائيا يتقاطر منه الحب و السعادة في أعين الأطفال و عيني تيتة كريمة اللتين لمعتا بدمع خفيف يلمع بالسعادة الغامرة؛ لأنها تحب البسمة البريئة على أعين الأطفال.. وهم ليسوا فقراء يحتاجون للطعام الحلوى؛ فبيوتهم تمتلئ بالخيرات ، ولكنهم يحبونها لحبها الصادق الذي تذوقه هؤلاء الأطفال البرآء بقلوبهم الرقيقة التي لا تعرف الكذب، ولا المداهنة… ثم انصرف عنها الأطفال إلى لعبهم، ولهوهم فرحين مهللين بنفس النغمة (.. تيتة كريمة قبضت.. تيتة كريمة قبضت…ها ها ها).
وظلت تيتة كريمة تجلس على عتبة البيت تنادي على الذاهب، والآيب تعرفه، أو لا تعرفه؛ لتعطيه الحلوى (خد ياحبيبي بالهنا، والشفا) وهي تنظر إلى فرحته التي ترتد على شفتيها ببسمة ملائكية، ثم تظهر على لمعة عينيها الممزوجة بدمعة تقطر عسلا من عسل الجنة التي أعدها الله لأصحاب القلوب اللينة.

بقلم / حاتم محمد الغيطاني.
مصر.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار