اللوحة والجسد
أعترف سيدتي
بأنني وصلتُ معكِ حدود اللاعقل .
أشعلتُ سيجارتي
وأعلنتُ عدائي لهذا البحر .
ما النظر إلى ذاك البحر
سوى النظر إلى ستار
يفصل ما بيني وبين الحرَّية
ربما هي آية حبي .
عفواً سيدتي ، عفواً أيها البحر
سأخترع بحراً غير هذا البحر
وأرسمُ ستاراً غير هذا الستار
سأرسم لأرتاح
سأرسم الأحاديث التي قلتها
قبل رحيلك وبعده.
سأرسم ملأ إرادتي
وملأ يدي الموجودة
وتلك المبتورة .
سأرسم بذاكرتي ونسياني
حتى لا أمضي وحيداً ذات شتاء.
في مدينة مقهورة حزنها يشبه حزني
خالية إلا من سائحٍ
أو من سرب حمام.
الألوان تتمازج بلون ذاكرتي
وتمشي نزيفاً يصعب إيقافه.
كنت أريد أن أرسم لوحتك
كما يرسمُ عاشقٌ جسد امرأة لم تعُد له.
أن أرسم أحجارها ، بيوتها وأشجارها
وأوزِّعَ عشقي على مساحاتها
قبلاً ملوَّنةً.
وأحبها حتى العرق
فالعَرَق دموع الجسد .
لست أعرف من أجل أية لوحةٍ
ولا لأي امرأةٍ.
فالجسدُ يختار لمن يعرق
وأنت اللوحة التي بكى لها جسدي .
أنور مغنية 29 07 2023