قصة

قنينة السم

جريدة موطنى

قنينة السم 

بقلم عزة عيد

استيقظ من نومه كعادته ، أشعل سيجارته وتفحص رسائل هاتفه 

ومواقع التواصل الإجتماعي 

دون أن يبالي بوجودها بجواره ودون أن يسأل نفسه أين هي الآن؟

ربما تحضر له الفطور 

أو ربما ذهبت لشراء أي شيء

بعد مرور بعض من الوقت قرر النهوض من السرير والتجول في الشقة 

ليرى أين هي؟

لم يجدها فقرر أن يدخل الحمام ويكمل تصفح هاتفه 

كعادته كل يوم 

مشعلا سيجارة أخرى .

مر الوقت كعادته وتوجه لغرفته مرة أخرى فهو دائم الجلوس في غرفته فوق سريره

يحرك ويقلب بين قنوات التلفاز 

وكأنه يبحث عن مسلسل من المسلسلات القديمة مثل رأفت الهجان

 أو ربما مسلسل لن أعيش في جلباب أبي 

وقد يتوقف أمام فيلم هندي 

أثناء تلفته باحثا عن الولاعة لإشعال سيجارة 

لفت نظره وجود ورقة مطوية بجانب السرير تعلوها ولاعته 

أخذها فتحها على مهل ببرود 

كتبت له زوجته هذه الرسالة تقول فيها ..

صباح الخير لمن كان خيري كله 

صباح الخير لمن كان مُري كله 

ربما كنت أنت قنينة السم وأنا شربتها كاملة لآخر قطرة فتأثر كامل جسدي بعدها 

عدل من جلسته وانتبه أكثر لتلك الكلمات 

وتابع القراءة …

وربما كنت الترياق لروحي وابتسامتك الدواء من قساوة قلبك أحيانا كثيرة 

جعلت مني إنسانة تعاني من الإكتئاب لا يشعر بها أحد 

ولا تدري حتى أنت عن معاناتها 

وقف وخطى خطوات داخل الغرفة بدا عليه القلق والتوتر

يلتفت نظرات سريعة هنا وهناك 

ثم يكمل القراءة وقد ذهب البرود عنه 

كتبت …

تتسارع مشاعر الحب والتسامح داخلي مع مشاعر الغضب منك في كل ليلة 

أتدري عن ذلك شيئًا؟

أعاني ألما نفسيا من قساوة قلبك وردود فعلك أتدري عن هذا شيئاً ؟

أعاني برودك معي أعاني من الإهمال الدائم ومن صمتك الذي قد يطول ألم تلاحظ ولو لمرة واحدة شيئاً واحداً ؟؟

يتذكر مواقف كان فيها قاسيا عصبيا عنيدا فظا معها 

وبعد لحظات يكمل القراءة …

وربما يمر يوما كاملا دون أن تلفظ معي بكلمة وتجاهلك مشاعري واحتياجاتي وعاطفتي

يوما أسامحك…

ويوما أكره التفكير بك أو رؤيتك…

دمرت روح الطفلة بداخلي وأرهقتني بتلك الأنانية وحب الذات 

مصدوم وهو يقرأ تحرك من مكانه 

.أشعل سيجارة أخرى ثم واحده تلو الأخرى 

يترك الرسالة من يده و يخطو خطوتين 

ثم يرجع ويلتقطها مرة أخرى ويكمل قراءتها 

ختاما..

 لا فائدة من أن أحكي معاناتي.

أدرك أنك لن تتفهم تلك الكلمات ولم تصلك تلك المشاعر 

ربما لم تكمل قراءة كلماتي وربما تغضب وتثور

وقد تقطعها قبل نهايتها 

أو ربما تقذف بريموت التلفاز وتكسر أي شيء بجوارك 

سأرحل لأجد روحا أخرى بداخلي 

غير تلك التي ماتت بالسم الذي قدمته لها 

يوما باسم الحب 

ارتعشت يداه 

سقطت الرسالة على الأرض 

فالتقطها ورفعها بعناية وكأنه يخشى انكسارها

وكأنها لامست روحه 

قربها منه حتى قبلها وابتلت من دموعه

قنينة السم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار