
له كأجر حجة وعمرة تامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، أما بعد نعيش في موسم عظيم من مواسم الطاعات والعبادات ألا وهو موسم الحج، فيا أخي الحبيب يا من حُرمت الحج هذا العام وكلنا شوق وشوقاه إلى البيت العتيق، وشوقاه إلى الطواف، وشوقاه إلى عرفات، وشوقاه إلى زمزم، فإلى من يرغب في الحج ولم يقدر ليكون من وفد الحجاج هذا العام بين يديك ثلاث فرص للحج، فالفرصة الأولى وهي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ” رواه الترمذي، والفرصة الثانية وهي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة” والفرصة الثالثة وهي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته” رواه البخاري ومسلم، واعلموا أن من الأعمال الصالحه التي يستحب الإكثار منها في أيام العشر هي الصيام، ولو صام التسعة الأيام لكان ذلك مشروعا، لأن الصيام من العمل الصالح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ” رواه البخاري ومسلم.
ويزداد أجر الصيام إذا وقع في هذه الأيام المباركة، وقال النووي رحمه الله ” فليس في صوم هذه التسعة، ويعني تسع ذي الحجة كراهة شديدة، بل هي مستحبة إستحبابا شديدا، ويكفيك من ثواب الصيام أن الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم قال ” من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة” وفي هذه الأيام يوم عرفة، الذي صيامه يكفر ذنوب عامين، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال عن صيامه ” إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله” رواه مسلم، وكما أن من الأعمال الصالحه التي يستحب الإكثار منها في أيام العشر هي قراءة القرآن، فإن القرآن هو التجارة التي لن تبور، فحاول أن تختمه في هذه العشر، حيث قال صلى الله عليه وسلم ” لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آية أو يقرأ آيتين من كتاب الله،
خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل” رواه مسلم، والقرآن رسالة ربانية بعثها الله تعالي لك فأحسن إستقبالها والتأمل فيها، وصحبتها، وكما أن القرآن دواء لما في قلبك من أمراض، فانهل من هذا الدواء لتنال الشفاء والهدى والنور، وكما أن القران هو كلام الله تعالي ولن تتقرب إلى الله بمثله تلاوة وتدبرا وتحكيما، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء، وذكرك في الأرض ” فيا من بخل عن المصحف بدقائق يبذل أضعافها في مشاهدة مباراة، أو تصفح وسائل التواصل، وإحرص إن إستطعت على ختم القران في هذه العشر، وهذا يعني كل يوم ثلاثة أجزاء، ويعني نصف مليون حسنة، ولا تنسي بناء قصر في الجنة كل يوم بقراءة سورة الإخلاص عشر مرات، كما جاء في الحديث الحسن قوله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله قصرا في الجنة”