مقالات

كائنان في انتظار البعث

جريدة موطني

كائنان في انتظار البعث

كائنان في انتظار البعث
، والكلام الذي يقترب ٠٠!!
وداعاً الشاعر و الناقد المصري د٠ محمد السيد إسماعيل ( 1962-2025)
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠

” تقدم صوب هذا البحر
قد تلقي تحيتها
وتبصر روحها الظمأى تسير
على حواف الماء
قد تلقى الذي تركته
في ثقة على كفيك
قد ينساب
بعض الماء
في هذا الخلاء
لتبدأ الأيام سيرتها ” ٠
٠٠٠٠٠

غيب الموت الراحل الإنسان و الشاعر و الناقد المصري د٠ محمد السيد إسماعيل عن عالمنا، مساء اليوم الثلاثاء الموافق ٢٠ من مايو ٢٠٢٥ م ٠
و ذلك عن عمر ناهز ٦٣ عاما ٠
و قد رحل ٠

كما يعد أحد أبرز الأصوات الأدبية والنقدية في العقود الأخيرة ، بعد مسيرة طويلة من العطاء الشعري والنقدي والمسرحي.
مازال مسلسل رحيل الشعراء في الوطن العربي مستمرا كل يوم نودع شاعرا لها بصمات في ديوان العرب الخالد ٠
و اليوم ودعنا هذا الشاعر الناقد المصري د٠ محمد السيد إسماعيل و الذي كان له دائرة الحضور بين أروقة الثقافة و قد أشاد به كل عارفي فضله في الساحة الأدبية و الثقافية فله أثر في وجه المعاصرة ودراسات مستفيضة مستشرقة حول النتاج الإنساني هكذا ٠

* نشأته :
وُلد الشاعر و الناقد المصري د٠ محمد السيد إسماعيل عام 1962 في قرية طحانوب التابعة لمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، ونشأ في بيئة ريفية شكلت وعيه الأولي بالجمال، قبل أن يشق طريقه إلى العاصمة لدراسة اللغة العربية وآدابها في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1985، وأكمل دراسته العليا بنفس الكلية، حاصلًا على الماجستير والدكتوراه في الدراسات الأدبية ٠
و هو مقيم بمدينة الجيزة ٠
* فقد أصدر أكثر من سبعة
دواوين منها :
ديوانه الشعري الأول تحت عنوان “كائنان في انتظار البعث”، وصدر عن الهيئة العامة للكتاب المصرية، ثم صدور ديوانه الثاني “الكلام الذي يقترب”، وديوانه الثالث “استشراف إقامة ماضية”، ثم الرابع “تدريبات يومية”، والخامس بعنوان “قيامة الماء”.
– و ديوان ( أكثر من متاهة لكائن واحد ) ٠
و الديوان السادس بعنوان ” يد بيضاء فى آخر الوقت ” دار أروقة ٠
و من أبرز المسرحيات :
مسرحية السفينة ـ و زيارة ابن حزم الأخيرة ـ و وجوه التوحيدي ـ رقصة الحياة ٠

* أضف الى العديد من الكتت النقدية منها :
رؤية التشكيل قراءات تطبيقية في القصيدة الحديثة.

الحداثة الشعرية في مصر.

بناء فضاء المكان في القصة العربية القصيرة.

غواية السرد.

= و حصل على العديد من الجوائز منها:
كرم أفضل ناقدا أدبيا في مؤتمر أدباء مصر.

اختياري أمينا عاما لمؤتمر القاهرة الكبرى وشمال الصعيد.

اختياري شاعرا ضمن معجم البابطين.

حصل على جائزة النقد الادبي من هيئة قصور الثقافة.

حصل على جائزة الشعر من صندوق التنمية الثقافية.

حصل على جائزة النقد الادبي من مجمع اللغة العربية بالقاهرة

حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي من دائرة الشارقة بالإمارات.

جائزة التميز في النقد الأدبي.
و جائزة إحسان عبد القدوس ٠

* من شعره :
نتوقف مع هذه القصيدة الفلسفية بعنوان ( داء الشجر ) والتي تختصر واقع الحياة من بُعد الزمن داخل صراعات القلق فيقول فيها شاعرنا الراحل د٠ محمد السيد إسماعيل :
لست موصوفة لى
لم يقل الساحر هذا أبدا
لم يشر إليه مرة
كان – فقط – كلما ذهبت إليه
يضع صفحة بيضاء عن يمينه
وبقلم مدبب مثل رمح
يصنع دوائر متداخلة
وخطوطا عرجاء
وأفواها فاغرة
ويقول : هذه هى حياتك
لاتستقر على شىء
جوع دائم ….ويدان مغلولتان
٠٠٠
لست موصوفة لى بالتأكيد
” فرويد ” نفسه لم يقل هذا
رغم أننى زرته كثيرا
وشربت قهوته المرة
نعم تذكرت
قال ذات مرة
وهو يتأمل الأرض تحت قدميه :
ربما كان داء جديدا
لكن بأى اسم يمكن أن أسميه ؟
داء الشجرة ؟
هل يمكن لإنسان أن يقع فى حب شجرة ؟
وما الذى يريده منها ؟
أعضاءها – أقصد أغصانها – التى تنوء بالثمر ؟
أم أنه يريد فقط
بعد رحلة طويلة من العناء
أن يستمر فارغا من كل شىء
تحت ظلها الطويل ؟ ٠

ثم يرحل الإنسان و الشاعر و الناقد المصري د٠ محمد السيد إسماعيل بعد رحلة عطاء من خلالها قد أثرى الحياة الثقافية في مصر و الوطن العربي ٠٠
فسلام عليه في سجل الخالدين ٠

كائنان في انتظار البعث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى