
كارثة محتملة: تزامن امتحانات الدبلومات الفنية والإعدادية يهدد بانهيار المنظومة التعليمية

في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ التعليم المصري، تم تحديد توقيت واحد لإجراء امتحانات الدبلومات الفنية وامتحانات الشهادة الإعدادية، مما أثار حالة من القلق الشديد بين المعلمين وأولياء الأمور والمسؤولين عن تنظيم الامتحانات. هذا القرار الصادر عن وزير التربية والتعليم ونائبه لشؤون التعليم الفني، يعد خطوة غير مدروسة وقد تؤدي إلى أزمة تنظيمية غير مسبوقة.
امتحانات الدبلومات الفنية عادةً ما تُجرى في المدارس الإعدادية، نظرًا لأن المدارس الفنية لا تستوعب الأعداد الهائلة من الطلاب، حيث يتجاوز عدد طلاب الدبلومات الفنية الـ 800 ألف طالب على مستوى الجمهورية. وفي الوقت ذاته، هناك ما يقارب 2 مليون طالب في الصف الثالث الإعدادي سيؤدون امتحاناتهم في نفس الفترة، ما يؤدي إلى تضارب شديد في توزيع اللجان ومقرات الامتحان.
من المعتاد أن يتم سد العجز في مراقبي امتحانات الدبلومات بالاستعانة بمعلمي المرحلة الإعدادية، نظرًا لأن معلمي التعليم الفني لا يشكلون سوى ربع عدد المراقبين المطلوبين. ولكن مع تزامن الامتحانات هذا العام، لن يكون بالإمكان الاستعانة بأي معلم من المرحلة الإعدادية، ما يفتح الباب أمام تساؤلات ملحة: من سيراقب على اللجان؟ وهل هناك خطة بديلة لسد هذا العجز الكبير في عدد الملاحظين والمراقبين؟
رؤساء اللجان أنفسهم صرّحوا بأن بعض اللجان يعمل فيها مراقب واحد فقط، وفي بعض الأحيان يكون معه فرد أمن أو أمين شرطة، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني والتنظيمي داخل اللجان، وهو أمر لم تشهده امتحانات التعليم الفني أو الإعدادي من قبل.
المطلب الرئيسي للمعلمين ومسؤولي التعليم واضح وبسيط: تقديم موعد امتحانات الشهادة الإعدادية لمدة أسبوع فقط، كما كان يحدث في الأعوام السابقة، لتفادي هذا التداخل الكارثي وضمان سير الامتحانات بشكل منظم وآمن.
إن إعادة النظر في هذا القرار لا يخدم فقط المعلمين، بل يصبّ في مصلحة الطالب والنظام التعليمي بالكامل، ويحافظ على استقرار سير العملية الامتحانية في مصر.المنظومة التعليمية