اخبار

كرة القدم المصرية بين مطرقة الأزمات وسندان الانتقالات: إلى أين؟

جريدة موطني

كرة القدم المصرية بين مطرقة الأزمات وسندان الانتقالات: إلى أين؟

بقلم: محمود سعيد برغش

كرة القدم المصرية بين مطرقة الأزمات وسندان الانتقالات: إلى أين؟

تشهد كرة القدم المصرية في الآونة الأخيرة حالة من التوتر والتقلبات، سواء على صعيد الأندية الكبرى كالأهلي والزمالك، أو على مستوى إدارة اللعبة في الدرجات الأدنى. من الأزمات التحكيمية والاعتداءات داخل الملاعب، إلى الانتقالات المثيرة للجدل بين قطبي الكرة المصرية، يبدو أن اللعبة تمر بمرحلة مفصلية تستدعي وقفة جادة من الجميع.

 

 

أولاً: الأزمات الإدارية والقرارات المثيرة

 

أزمة مباراة القمة وقرارات لجنة التظلمات:

لا تزال تداعيات مباراة القمة الأخيرة بين الأهلي والزمالك وبيراميدز قائمة، حيث قدمت الأندية الثلاثة تظلمات ضد قرارات اتحاد الكرة، في سابقة تعكس هشاشة الثقة في مؤسسات اللعبة. وقد قررت لجنة التظلمات ضم الشكاوى معاً، في محاولة لحل الأزمة بقرار موحد، لكن الجمهور لا يزال يترقب بشكّ وقلق.

 

اعتداء على حكم في دوري الدرجة الثالثة:

في مشهد مؤسف، شهدت مباراة بين كفر بولين وبدر اعتداء مباشراً على الحكم، ما دفع اتحاد الكرة إلى توقيع عقوبات صارمة، أبرزها منع المعتدين من ممارسة النشاط الكروي. هذه الحوادث تكشف عن خلل في البنية التربوية والاحترافية للمنظومة.

 

 

ثانيًا: فوضى الانتقالات بين الأهلي والزمالك

 

إمام عاشور: من فارس أبيض إلى نسر أحمر

رحيل إمام عاشور من الزمالك إلى الأهلي شكل صدمة كبيرة لجمهور القلعة البيضاء. طريقة تقديم اللاعب من قِبل الأهلي كانت مثيرة للجدل واعتبرها البعض استفزازية، لتُعيد للأذهان سيناريوهات قديمة كانت سبباً في تأجيج التعصب بين الجماهير.

 

فتوح وزيزو على أبواب الرحيل

أحمد فتوح دخل في أزمة مع الزمالك، ليقرر النادي عرضه للبيع وخصم 25% من راتبه، في خطوة قد تمهد لانتقاله للأهلي أو أي نادٍ آخر. وفي المقابل، تزايدت الأنباء حول اقتراب أحمد سيد “زيزو” من مغادرة الزمالك، مع وجود مفاوضات غير معلنة مع الأهلي.

 

الزمالك يرد بالمثل

الزمالك لم يقف مكتوف الأيدي، بل دخل في مفاوضات مع أكرم توفيق لاعب الأهلي، والذي ينتهي عقده بنهاية الموسم. العرض المالي الذي قدمه الزمالك فاق عرض الأهلي، مما يشير إلى احتمالية حدوث “صفقة رد اعتبار”.

 

 

ثالثًا: معسكرات المنتخب الوطني: تكرار للأخطاء القديمة؟

 

اتحاد الكرة أعلن أنه لن يُلغي معسكرات المنتخب كما حدث سابقاً في 2019، في محاولة لإعادة الانضباط. إلا أن العديد من المتابعين يشككون في جدوى هذه القرارات في ظل إدارة مرتبكة للمنتخب ومباريات دولية بلا رؤية واضحة.

 

 

رابعًا: هل هذه احترافية أم فوضى ممنهجة؟

 

البعض يرى أن انتقالات اللاعبين بين القطبين تعكس احترافية السوق الكروية، بينما يعتبرها آخرون نوعاً من الفوضى المقننة التي تهدم الاستقرار الفني والروحي للأندية. كرة القدم ليست مجرد صفقات، بل لها بُعد عاطفي وتاريخي لا يمكن تجاهله.

 

كرة القدم المصرية بين مطرقة الأزمات وسندان الانتقالات: إلى أين؟

خاتمة: إلى أين تتجه كرة القدم المصرية؟

 

المشهد الحالي في الكرة المصرية يشبه لوحة غير مكتملة الألوان: قرارات متخبطة، إدارات متوترة، وجماهير فقدت الثقة في المنظومة. إذا أرادت مصر الحفاظ على مكانتها الكروية، فعليها البدء بإصلاحات حقيقية تبدأ من الجذور: من التربية الكروية، مرورًا بالإدارة، وصولًا إلى الجماهير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى