لا تأمن الدنيا
لا تأمن الدنيا
د.عبدالواحد الجاسم
مضى العمر عليك بحمل متاع
قبل الرحيل شهقة تختمه بوداع
من غير ندامة غادرت حبائلها
فلا جزع إذا حصل منها إنقطاع
إذا لامس خاطرك حديث ناعم
حصلت فتنة الحسناء بغير قناع
تسير إليه رغبتك كعسل ذقته
في سالف العهد هديه لا يباع
أو صوت غانية أعادت لك الصبا
قلبك أشجن كقرص مدمج سماع
هل حكمت على الصبا حكم جار
صحوت في شيخوخة لم تراع
إسأل عن حاجتها إن أعرضت
ك باذخ سرح اليدين للخير ساع
دنيا إذا إستدبرك صكاء مدعلبة
وذو حظ من إستقبلته هلواع
كأنك بموضع حرج كعابر قنطرة
ضعيفة ملساء تحتها تماسيح وأفاعِ
مشت على الحصى بلا أخفافها
تسارع المشي بخطى تهز باطن القاع
سفينتها بلا ربان والدفة حطام
مدت بجدائلها حبال لربط شراع
عصفت بها ريح لم تكن متوقعة
حطمها كقلب جريح بين أضلاع
ذهلت رافعة يداها طلبا للنجاة
لاتعلم كما تكيل يكال لها بصاع
أرسلتُ لها مع الغيوم قصائدي
بعدد النجوم الظاهرة بالأصقاع
إذا الملوك تهاوى ملكهم أركانه
تناخي المخلصون من كل البقاع
لاتأمن الدنيا قيد أنملة أبدا
إذا أدبرت تهم عليك بالإسراع
