المقالات

لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون 

لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون 

لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 26 ديسمبر 2024

 

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أُطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا أما بعد سبحان الله العظيم المتعزز بعظمة الربوبية والمتفرد بعظمة الألوهية خالق الخلق من عدم وأحصي كل شيء فعدهم عدا والكل آتية يوم القيامة فردا، فإن الملائكة هم عباد الله المكرمون، والسفرة وهم كرام بررة، طاهرون ذاتا وصفة وأفعالا، مطيعون لله عز وجل، لا يعصون الله تعالى ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ” 

 

وهذا النور الذي خلقت منه الملائكة لا نخوض من أي نور هو؟ ويكفي أن نقول إنها خلقت من نور، كما ورد في الحديث، وأن هذا النور مخلوق، ليس هو نور ذات الله سبحانه وتعالى، ويجب علينا جميعا الإيمان بملائكة الله الذين عظم الله خلقهم وقدرهم، وهم محيطون بنا في كل مكان يستمعون الذكر، ويحصون على كل عبد الخير والشر، فلا يؤمن عبد حتى يستقر في قلبه الإيمان بوجودهم، لا كمن يقولون إنهم قوى الخير الكامنة في الإنسان، وأن الشياطين قوى الشر الكامنة في النفس البشرية، منكرين بذلك وجودهم وحقيقتهم، وإن الملائكة خلقت قبل الإنسان، فهذا يدل على أن الملائكة كانت مخلوقة قبل خلق آدم عليه السلام ، وقد عظم الله عز وجل خلقهم، وإن الإيمان بالرسل والملائكه ركن من أركان الإيمان ، فلا يعتبر الإنسان مسلما ولا مؤمنا حتى يؤمن بأن الله تعالي قد أرسل للبشر رسلا من أنفسهم. 

 

يبلغونهم الحق المنزل إليهم من ربهم، ويبشرونهم وينذرونهم، ويبينون لهم حقيقة الدين كذلك الإنسان لا يكون مسلماً ولا مؤمنا حتى يؤمن بالرسل جميعا، لا يفرق بين أحد منهم، وأنهم جميعا جاءوا بالحق من عند الله، وإذا سألنا أنفسنا ؟ لماذا أوجب الله الإيمان بالرسل، وجعله ركنا من أركان الإيمان، ولم يكتفي سبحانه وتعالى من البشر بوجوب الإيمان به وحده، مع أن الإيمان بالله هو أساس كل شيء، وعبادته هي غاية كل شيء؟ فالإجابة على هذا السؤال واضحة، فكيف يعرف الإنسان ربه المعرفة الحقة إلا عن طريق الرسل؟ وكيف يعبده العبادة الحقة إلا بإرشادهم؟ والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان فلا يصح إيمان عبد إلا بالإيمان بهم ففي حديث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور في قصة أمين الوحي جبريل عليه السلام. 

 

قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ” رواه مسلم، فالملائكة خلق من خلق الله إصطفاهم من بين خلقه وأكرمهم وخصهم بالفضائل والتطهير عن الرذائل فهم في غاية الأدب مع الله تعالي والإمتثال لأوامره، والملائكة محل للحياء، فعن أم المؤمنين السيدةعائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مضطجعا في بيتها، كاشفا عن فخذه وساقه، فإستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، ثم استأذن عثمان فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وسوى عليه ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج، قالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟ فقال “يا عائشة ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة”؟

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار