لدكروري يكتب عن الأفيال في يوم أرماث
الدكروري يكتب عن الأفيال في يوم أرماث
إن تنصرو الله ينصركم فإن من أهم أسباب النصر والتمكين هى طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فليس المقياس هو مقياس عدد وعدة وإن كان https://mawtany.com/?p=150184&preview=true مهما، وإنما المقياس هو مقياس القرب من الله عز وجل أو البعد عنه سبحانه وتعالى، ولنا الوقفه مع الخليفه الصديق أبو بكر الصديق حينما اختاره الصحابة خليفة للمؤمنين فكانت له مقولة شهيره وهي قوله ” أما بعد أيها الناس فإنى قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ” فالله سبحانه وتعالى يُمكِّن لأوليائه المؤمنين الصالحين، فإذا مكّن المسلمون لدين الله في قلوبهم وأصبح هذا الدين يملأ جوارحهم وأخلاقهم ومعاملاتهم.
مكن الله لهم في الأرض ونصرهم على أعدائهم، وفى معركة القادسيه تعجب القائد سعد بن أبي وقاص لما رأى الأفيال من فوق القصر وأنها فوق طاقة المسلمين، فنادى على عاصم بن عمرو التميمي وقال له ألا لك في الفيلة من حيلة؟ فقال بلى والله، فانتخب عاصم بن عمرو التميمي أفضل فرقة من قبيلة تميم، وكانوا من أفضل القبائل رميا بالسهام، وبدأت هذه الفرقة برمي قائدي الفيلة بالسهام، فكان كل فيل حاملا تابوتا كبيرا عليه أكثر من قائد، وقسّم عاصم بن عمرو التميمي من معه إلى فرقتين، فرقة ترمي قوّاد الفيلة بالسهام، والأخرى تندس داخل الجيش الفارسي لتقطع أحزمة التوابيت التي فوق الأفيال، وكانت فكرة عاصم أن تفقد هذه الفيلة توجهها، وكانت في القيادة، لتتجه نحو الجيش الفارسي.
واستطاعت هذه الفرقة أن تصيب طائفة كبيرة من قواد الأفيال، واستطاعت الفرقة التي اندست في الجيش الفارسي أن تقطع أحزمة توابيت الأفيال، وكلما وقع تابوت كبر المسلمون، وتقدموا إليه وقتلوا من فيه، وحدث ذلك في معظم التوابيت الثلاثة عشر، وعند ذلك يكبر القائد سعد بن أبي وقاص التكبيرة الرابعة، وما إن انطلقت التكبيرة الرابعة حتى انطلق المسلمون ناحية الجيش الفارسي، ويتقدم كذلك الجيش الفارسي وتلتحم الصفوف، واشتدت رحى الحرب دورانا، وكانت المعركة على أشدها، وبدأت أسد وبجيلة في دفع بهمن جاذويه إلى الخلف، وكانت مرحلة لم يفكر المسلمون في الوصول إليها، فقد كانت البداية شديدة على قبيلتي أسد وبجيلة، حتى استطاع عاصم بن عمرو التميمي بفضل الله.
أن يرد بأس الفرس شيئا ما، وبعد هذا الأمر يستمر القتال بين الفريقين ما بين قاتل ومقتول من الناحيتين حتى بعد غروب الشمس بقليل، وفي هذا الوقت كانت الجيوش لا تقاتل ليلا، ونهكت قوى الفريقين وكان القتال في غاية الشدة، واستمر القتال حتى دخل وقت صلاة العشاء، فبدأ الفريقان بترك أرض القتال كل منهما عائدا إلى مكانه قبل صلاة العشاء في أول الأيام، وكان يوم القادسية موافقا للثالث عشر من شهر شعبان في العام الخامس عشر الهجري، وسمّي هذا اليوم بيوم أرماث، واختلف الرواة في سبب تسمية هذا اليوم بهذا الاسم، لكن بالعودة إلى معنى الكلمة يتضح الأمر شيئا ما، فمعنى كلمة أرماث اختلاط الشيء بالشيء، وكان الأمر مختلطا في ذلك اليوم على الفرس وعلى المسلمين.
ولا نستطيع الجزم بانتصار المسلمين أو انتصار الفرس، وأدرك المسلمون قوة الفرس، فإن المسلمين قد اعتادوا في المعارك السابقة انتهاء المعركة في يوم واحد وقبل الظهر، ولكن هذه المعركة لم تتحقق فيها نتيجة حتى بعد غروب الشمس، وإن كانت الغلبة ظاهرة في هذا اليوم في صف الفرس إلى حد ما.