لم أنم في تلك الليلة/بقلم: ولاء مدبولي
تعلم يا صديق أنا بحاجه أن تسألني اليوم، كيف حالك ؟
لكن لا تكن ثعبانيا مثل (آنس بوحش) وأنهار من طريقة سؤالك ونظراتك لي.
بالوقت ذاته أشعر أنني بحاجة لان أتكلم، لا أريد أن أخبرك كما أخبر الجميع .. أنا بخير الحمد الله .
أهلكني هذا الرد كثيرا.
منذ أشهر أخبرتني صديقة صيدلانية ربما أنا بحاجة لتناول حبة من فيتامين (د) يوميا، فأنا لا أرى الشمس .. لا أحب لقاءها وإن كان لقائها لبضعة دقائق كل يوم ضروري وصحي، لا أريد تلك الفائدة .. ولا أريد تلك الكآبة التي تصيبني بسبب التهرب من اللقاء … لا بأس سأتناول تلك الحبة، وبمرور الأيام و مع الوقت من تناولها بإنتظام
أصبحت لا أبالي بالخيبات و الخذلان … أنا فرحه، سعيدة للغاية، أو بلهاء لا أدري !!! ربما تناولت الكثير …
نعم أنا
هل مضطرة أشرح مثل تلك المنشورات المنتشرة على وسائل التواصل الإجتماعي (لا تغرك صورتي، أنت لا تعلم الكواليس .. تلك ضحكات زائفة ومؤقتة يا عزيزي، انتظر ربما مؤقته فقط ليست بزائفة، فأنا أتناول تلك الحبة.
لا فائدة من البشر، دوما ستجد المراقب، الحاسد والمقارن
لن يتركك أحد وشأنك مطلقا.
المضحك في الأمر أنهم يكثرون من نشر كلام مليء بالحكم والمواعظ ونسوا أن يطبقوها ربما .
ذات ليلة ليس كعادتي، ففي تلك الليلة لم أنم .
برغم تناول الحبة في معادها كالمعتاد منذ أشهر، منذ أشهر الأمر بداخلي مستتب، الأمر أعني تلك الكلمة فلا أمن ولا آمان .. هي فقط حبة لتجنب الكآبة لا لعلاج شيء أو إصلاحه.
ربما أسعى للإصلاح ولكن كيف وأنا بلهاء أتهرب عن طريق تلك الحبة
أنهرت باكية بحرقة لم أنم، لا اتذكر منذ متى تساقطت دموعي بتلك الغزارة والكثرة، وكأنها ليلة صيفية ممطرة مجنونة في مدينة الاسكندرية، مدينة العواصف لا الطقس العادي مثلي تماما.
الوضع خارج السيطرة
يومي كان طبيعيا
في الصباح نشرت كعادتي صورة لي مبتسمة مع غنوة رومانسية رقيقة … وكالعادة تلقيت رسائل سخيفة ساذجة (هنيئا له، من هذا الشخص المحظوظ بك .. كيف أخبرهم أنها مجرد أمنية لست بحبية لأحد، لا أحد يستحق الحب. لا حب في هذا العالم )
كان يوم عادي جدا مليء بالعمل وأُناس عاديون .
أنا أتناول الحبة إذا أنا سعيدة، لا أبالي لا أفكر في أي شيء يزعجني
كان يوم طبيعي بروتينه المعتاد
لماذا انهار الآن يا الله !!
لم أتمكن من السيطرة كعادتي بشتى الطرق
حتى في تلك الخلوة مع الله في جوف الليل وأنا لا أسمع إلا دقات ساعة الحائط بجواري .
ماذا حدث!! هل حبة اليوم منتهية الصلاحية !!
لم أدعو الله كعادتي كل ليلة، صمت مع بكاء شديد وتلك المشاهد التي انغمست بداخلي في هذا اليوم.
رغم أنني اعتدت على المشهد والخبر، كنت اتألم لحظتها كثيرا ويستمر اليوم عادي جدا، ولكن لم يكن الأمر كذلك تلك الليلة … هذا الطفل مع هذا الجوع والفقد سحبني معه إلى هناك … هناك حيث الحقيقة والالم، أنت لم تعش حزن يا صديق … فلماذا متمسك بدور الضحية!! لماذا أصبحت أناني طماع مريض نفسي !! لما حدث لك في الماضي ستخبرني؟
لا مبرر لسلبيتك تلك … قرارك كان أن تكون مؤذيا.
فأصبح العالم كله من خلالك يا صديق متوحش مثلك.
تعلم يا صديق .. يبدو أنه لابد من التوقف عن تناول تلك الحبة، سأواجه الشمس غدا بمفردي.
لم أنم في تلك الليلة/بقلم: ولاء مدبولي