الدكروري يكتب عن مخاطر تحيط بالأسرة المسلمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن هناك مخاطر تحيط بالأسرة المسلمة وتهدد بخلخلة هذا البناء العظيم، ومنها مخاطر من ذوات أنفسنا، ومنها ما هو من كيد أعدائنا، وذكرت كتب الفقه الإسلامي بأن لكل شيء زخم وقوة ولو صبر المرء على الشر، وابتعد عنه وأبعد أهله، لوجد بعد برهة قد خفت الأمر، وقويت الأسرة، وتماسك بنيانها، أما إن تمادى في المعصية وأذن بها، فهي ستفضي به من طريق إلى حفرة سحيقة قد لا يستطيع الخروج منها، ويقول الله عز وجل كما جاء في سورة العنكبوت ” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ” وقال الإمام السعدي رحمه الله في معرض تفسيره لهذه الآية ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكًّا وريبا، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات.
دل ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه، والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا الله عز وجل فمستقل ومستكثر، فنسأل الله تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه، فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال، قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ” يا عبدالله بن عمرو، بلغني أنك تصوم النهار، وتقوم الليل، فلا تفعل فإن لجسدك عليك حظا، ولعينك عليك حظا، وإن لزوجك عليك حظا، صم وأفطر، صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر” البخاري ومسلم، ولكن الله عز وجل قد حرم علي المسلم نكاح المشركة ونكاح الزانية، وإن الله تعالى بيّن العلة في تحريم الزواج بالمشركة بقوله .
” أولئك يدعون إلي النار والله يدعوا إلي الجنة والمغفرة بإذنه” أي أن المشركة بما نشأت عليه من كفر، وما تعودته من رذائل لانعدام أصل الإيمان في قلبها، ضمينة بأن تؤثر في زوجها وأولادها، فيجارونها في بعض أحوالها المنافية للإسلام، فيقودهم ذلك إلى النار، في حين أن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر، ولذلك فإنه يدعوهم إلى اختيار الزوجة المؤمنة، التي تؤسس بها الأسرة على التقوى، في سياج من آداب الإسلام الفاضلة” وقد أشارت بعض الأحاديث النبوية الشريفة إلى اعتبار عنصر الجمال في المرأة عند الاختيار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساء خير؟ قال “خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره”
وعن أبي هريرة أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك” وعن ابي هريرة رضي الله عنه، قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنظرت إليها؟ قال لا، قال فاذهب، فانظر إليها، فإن في أعين الأنصار شيئا” وقال صاحب عون المعبود “يؤخذ من الأحاديث استحباب تزوج الجميلة، إلا إذا كانت الجميلة غير دينة، والتي أدنى منها جمالا متدينة، فتقدم ذات الدين، أما إذا تساوتا في الدين فالجميلة أولى”.