مصر.. وطن لا يعرف الانكسار ويستحق أن نحميه
بقلم . عبدالحميد نقريش :
مصر، ليست مجرد قطعة من الأرض أو مجرد اسم في كتاب الجغرافيا، بل هي التاريخ والحضارة، القلب النابض للعروبة، والأم التي احتضنت الإنسانية منذ فجر التاريخ. على أرضها كتبت أولى حروف العلم، وارتفعت أولى منائر الإيمان، ومنها انطلقت حضارات علّمت العالم معاني البناء والثبات.
لكن مصر، رغم عظمتها، لم تسلم يومًا من أطماع الطامعين ولا من سهام الحاقدين. واليوم، وفي ظل ما يشهده العالم من تغيرات سياسية واقتصادية كبرى، تتعرض بلادنا لموجة جديدة من المؤامرات المدروسة التي تستهدف وحدتها، أمنها، واقتصادها، بل تستهدف العقل المصري نفسه.
للأسف، هناك بعض الشباب—بقصد أو بدون قصد—يساهمون في هذه الحرب الخفية، ليس بالبندقية، بل بالكلمة. كلمات على مواقع التواصل، تعليقات مغلوطة، مشاركات مليئة بالتشكيك والتحريض. ويكفي أن تنتشر منشورات سلبية بين ساعات قليلة، ليعتقد البعض، وأعداء الوطن تحديدًا، أن هؤلاء “القلة” يمثلون الأغلبية، وهذا محض وهم وخداع.
يا شباب مصر، انتبهوا!
لسنا في مرحلة رفاهية، بل نحن في مرحلة بناء وتثبيت دعائم الدولة الحديثة. رئيس الدولة يعمل ليلًا ونهارًا في ملفات معقدة من أجل أمنكم، ومستقبل أبنائكم، واستقرار وطنكم. مشاريع قومية عملاقة، بنية تحتية، توطين صناعة، اهتمام بالصعيد، وإعادة لمكانة مصر الإقليمية والدولية.
صحيح أن هناك تحديات، وأن الأوضاع ليست مثالية، ولكن يجب أن نعي جيدًا أن ما يتم اليوم هو لبناء غدٍ أفضل. فالأوطان لا تُبنى بالشعارات ولا بالعبارات السلبية، بل تُبنى بالفهم، والصبر، والعمل، والدعم.
ولأبنائنا في الخارج، أنتم سفراء مصر الحقيقيون، فكونوا على قدر المسؤولية. أنتم لستم فقط ممثلين لأسر وعائلات، بل أنتم صدى لصوت وطنكم في العالم. قولوا الحقيقة، ادعموا مصر، دافعوا عنها أمام كل من يحاول أن ينال منها كذبًا وزورًا.
مصر أمانة، والحفاظ عليها ليس مجرد شعار نردده، بل مسؤولية نعيشها. فلنقف جميعًا—في الداخل والخارج—صفًا واحدًا خلف وطننا، خلف مؤسساته، وخلف قيادتنا، ولنكن درعًا حصينًا أمام كل من تسول له نفسه أن يمس هذا البلد العظيم.
مصر.. وطن لا يعرف الانكسار ويستحق أن نحميه
تحيا مصر.. وتحيا بقوة وعي أبنائها المخلصين.
مصر.. وطن لا يعرف الانكسار ويستحق أن نحميه