
مطالب حقوقية بإنشاء مطب صناعي أمام معهد الكاشف بفرشوط شمال قنا
متابعه/بركات الضمراني
يذهب هذا العدد الكبير من الأطفال، 1200 تلميذًا، يذهبون إلى معهد الكاشف الابتدائي الأزهري بفرشوط يوميًا، والدراسة تجري على فترتين، وهذا يعني حركة دائبة من الطلاب الصغار. والمعهد يقع في منطقة حساسة للغاية، بين محطة السكة الحديد وموقف خط الجبل وموقف التوكتوك، وكل هذا على شارع بورسعيد الحيوي، وفي مسافة لا تتعدى الـ 200 متر! هذا يعني كثافة مرورية عالية وسرعة جنونية للسيارات والتكاتك التي تعبر الشارع.

فريق حماية لحقوق الإنسان لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الخطر الداهم الذي يهدد حياة هؤلاء الأطفال الأبرياء. لقد وجهوا نداءً عاجلاً ومباشرًا إلى السيد محافظ قنا وإلى رئيس مجلس مدينة فرشوط، يناشدونهم بسرعة التدخل وإنشاء مطب صناعي أمام المعهد. هذا المطب ليس مجرد إجراء احترازي، بل هو ضرورة قصوى لحماية هؤلاء التلاميذ من خطر الحوادث المحدقة بهم في كل لحظة.
تصور معي، عزيزي القارئ، هؤلاء الأطفال الصغار وهم يحاولون عبور الشارع المزدحم بالسيارات السرعة والتكاتك المتهورة. إنهم يضعون أرواحهم على أكفهم كل يوم. والمشكلة تتفاقم بسبب طبيعة الطريق نفسه، حيث يقع المعهد في منطقة يعتبر فيها الطريق أقل من منسوب الطريق ارتفاعًا، وهذا للأسف يشجع السائقين على زيادة سرعتهم دون أدنى مسؤولية أو اكتراث بحياة هؤلاء الصغار.
إدارة المعهد نفسها، وهي الأقرب والأكثر إدراكًا لحجم المشكلة، أكدت مرارًا وتكرارًا على ضرورة إنشاء هذا المطب الصناعي. إنهم يرون الخطر بأعينهم كل يوم، ويشعرون بالمسؤولية تجاه هؤلاء التلاميذ الذين هم أمانة في أعناقهم. هذا المطب ليس مجرد رفاهية أو طلبًا ثانويًا، بل هو وسيلة أساسية لتأمين الطلاب وحمايتهم من المخاطر التي تحيط بهم.
وأكد أهل المنطقة أن إنشاء مطب صناعي أمام معهد الكاشف الابتدائي الأزهري بفرشوط ليس مجرد حل مروري بسيط، بل هو قرار إنساني وأخلاقي قبل كل شيء. إنه يتعلق بحماية أرواح بريئة، وتوفير بيئة آمنة لهم للوصول إلى مدرستهم والعودة إلى منازلهم بسلام. وأوأضحوا أن تجاهل هذا النداء العاجل يعني تعريض حياة هؤلاء الأطفال للخطر بشكل مباشر، وتحمل مسؤولية أي مكروه قد يصيبهم.
نتمنى أن يستجيب المسؤولون في محافظة قنا ومجلس مدينة فرشوط لهذا النداء الإنساني العاجل، وأن يتحركوا بسرعة لإنشاء هذا المطب الصناعي الذي طال انتظاره. إن أرواح هؤلاء الأطفال أغلى وأثمن من أي تأخير أو تقاعس. إنهم مستقبل مصر، ويستحقون منا كل الحماية والرعاية.