مقالات دينية

مقصود الإعتكاف الأعظم 

مقصود الإعتكاف الأعظم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

مقصود الإعتكاف الأعظم  ، الحمد لله رب العالمين البعيد في قربه، القريب في بعده، المتعالي في رفيع مجده، عن الشيء وضده، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، هو أول هو أخر هو ظاهر هو باطن ليس العيون تراه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن موضوع الإعتكاف، والإعتكاف من الشرائع القديمة، كما قال تعالى ” وعهدنا إلي إبراهيم وإسماعيل أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين” وكما قال تعالى عن السيدة مريم عليها السلام “فاتخذت من دونهم حجابا” وكما قال تعالى ” كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا”

 

وقال شيخ الإسلام “ولأن مريم عليها السلام قد أخبر الله سبحانه أنها جعلت محررة له، وكانت مقيمة في المسجد الأقصى في المحراب، وأنها انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا، وهذا اعتكاف في المسجد واحتجاب فيه” ولحديث ابن عمر رضي الله عنه، في نذر عمر أن يعتكف ليلة في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أوف بنذرك” وأما حكمة شرعية الاعتكاف فبينها ابن القيم رحمه الله بقوله “لما كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى، متوقفا على جمعيته على الله، ولم شعثه بإقباله بالكلية على الله تعالى، فإن شعث القلب لا يلمه إلا الإقبال على الله تعالى، وكان فضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام، مما يزيده شعثا، ويشتته في كل واد، ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى، أو يضعفه.

 

أو يعوقه ويوقفه اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم من الصوم ما يذهب فضول الطعام والشراب، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إلى الله تعالى، وشرعه بقدر المصلحة، بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأخراه، ولا يضره ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحدث سبحانه، بحيث يصير ذكره وحبه، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه، فيصير أنسه بالله بدلا من أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له، ولا ما يفرح به سواه.

 

فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم” والحكمة من تخصيصه صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان، فقد بينها صلى الله عليه وسلم، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم “اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه، فقال إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس معه” ولم يرد في فضل الإعتكاف شيء من الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو داود في مسائله “قلت لأحمد تعرف في فضل الإعتكاف شيئا؟ قال لا، إلا شيئا ضعيفا”

مقصود الإعتكاف الأعظم 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى