المقالات

ملك الموت مؤمن رفيق

جريدة موطني

ملك الموت مؤمن رفيق

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

 

الحمد لله، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء ربنا من شيء بعد، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المسلمين، الحمد لله الذي جعلنا من عباده المصلين، نسأل الله أن يثبتنا على ذلك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا، إن الكرامة لمن عمل الصالحات، كرامة للمؤمنين، أعد الله لهم الكرامات، فالعمل العمل، والاستباق الاستباق إلى جنان الله الواسعة، وهنيئا لمن آمن وعمل صالحا، فإن كرامات الله لمن؟ لمن آمن وعمل صالحا، فالموت آت على كل إنسان، وسترحل من هذه الحياة الدنيا بما قدمت من أعمال، وإن فوزك وفلاحك بأن تكون مؤمنا تعمل الصالحات، وتحافظ على أركان الإسلام.

 

من توحيد الله جل وعلا، فلا تشرك بالله غيره، ولا تصرف عبادة لغير الله، فلا ركوع ولا سجود ولا ذبح إلا لله، ولا رغبة ولا رهبة، ولا خوف إلا من الله جل وعلا، ولا تلجأ إلى قبر، ولا إلى ولي ولا إلى نبي، فتدعوه من دون الله، وتستغيث به من دون الله، أنزل حاجتك بالله، وحافظ على أركان الإسلام، وحافظ على الصلوات الخمس، واتق الله أيها المسلم، ولا يفوتنك فرض إلا وأنت من المصلين، في جماعة المسلمين، وحافظ على الصلوات الخمس، فحافظ على دينك، وحافظ على الصلوات كلها، ولنحافظ على ديننا، ولنأخذ الإسلام بقوة، ولنأخذ بجميع أركان الإسلام، ولنحافظ على واجبات ديننا، ففي ذلك عزتنا، وفي ذلك فلاحنا الدنيا والآخرة، فيقول تعالي” كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيام” جعلنا الله وإياكم من عباده المفلحين.

 

واعلموا يرحمكم الله أنه لكل مؤمن بشريات من الله لا حد لها ولا عد لها لو سمعناها سنتمنى الموت، فيقول تعالي ” فتمنوا الموت إن كنتم صادقين” وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار تقبض روحه وقال صلوات ربى وتسليماته عليه ” يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال ملك الموت عليه السلام، طب نفسا وقر عينا واعلم أني بكل مؤمن رفيق” فإن ملك الموت عليه السلام يقبض روح المؤمن بالشفقة لأن الذي يقبض روحه هم ملائكة الرحمة النازلين من الجنة يبشرونه بفضل الله ويكشفون له عما له عند الله من الإكرام، في الدار الآخرة وفي جنة الله عز وجل فإذا كشف عنه الغطاء ورأى هذا العطاء تمني أن يخرج من الدنيا ليُنعم بما رآه من عطاء الله وفيض الله ونعيم الله تعالي.

 

ثم بعد ذلك يُكرم الله تعالي المؤمنين فيأمرنا جماعة المؤمنين أن نغسّله وأن نكفنه، وأن نصلى عليه، ولكن لماذا نصلي عليه؟ لأن الصلاة منا شفاعة له عند الله فكأننا نقول يا رب بما لنا عندك من فضل إغفر له وارحمه وأدخله الجنة وتجاوز عنه، والله عز وجل يستحي إذا رفع العبد يديه بالدعاء أن يردّه صفرا من عطائه ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من رجل مسلم يموت فيقوم علي جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه” فإذا لم نجد هذا العدد قال صلى الله عليه وسلم” ما صلي ثلاثة صفوف من المسلمين علي رجل مسلم يستغفرون له إلا أوجب” وأمرنا صلى الله عليه وسلم إذا رأيناه يعتاد المسجد ويلازم على الصلاة في المسجد أن نشهد له بالإيمان وأن نشهد له بالصلاح.

 

فقال صلى الله عليه وسلم لنا جماعة المؤمنين أجمعين ” إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان” ويحكي قصة هذه الشهادة، إذا ذهبت لغير مؤهل لنوالها يوم القيامة فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا مات العبد والله يعلم منه شرا ويقول الناس في حقه خيرا، قال الله تعالي والملائكة قد قبلت شهادة عبادي علي عبدي وغفرت علمي” فيدخل العبد الجنة بشهادة المؤمنين وبصلاة المؤمنين وبحضور المؤمنين لجنازته لأن هذا فضل من الله عز وجل لعباده المؤمنين وأتباع سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار