منتدى أستانا للفكر يبحث الأمن والاستقرار والتنمية
د. عبد الرحيم عبد الواحد
منتدى أستانا للفكر يبحث الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة توكاييف: الإصلاحات تعزز الاستقرار والنمو الاقتصادي أستانا – أكد الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف أن الإصلاحات الجارية لها أهمية حاسمة ليس فقط للاستقرار المحلي، ولكن أيضًا للنمو الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي، مشيرا إلى كازاخستان اجتذبت استثمارات أجنبية مباشرة بأكثر من 400 مليار دولار أمريكي، وأشار خلال كلمته في منتدى أستانا للفكر في العاصمة الكازاخستانية أمس “الخميس”، عن دورة استثمارية جديدة بهدف استراتيجي يتمثل في جذب استثمارات بقيمة 150 مليار دولار أمريكي قبل عام 2029، وقال:” إدراكًا لأهمية توفير الدعم الحكومي الشامل للمستثمرين واتخاذ القرارات السريعة، أنشأت البلاد مجلس الاستثمار بصلاحيات بعيدة المدى لإدارة مشاريع الاستثمار الاستراتيجية”. موضوعات استراتيجية جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى برعاية منتدى أستانا الدولي وبتنظيم من معهد كازاخستان للدراسات الاستراتيجية، وبمشاركة مديري مراكز الفكر الرائدة في مجال السياسة الخارجية والباحثين والمستشارين والدبلوماسيين بهدف استكشاف الأدوار الاستراتيجية والدبلوماسية التي تلعبها القوى المتوسطة في المشهد العالمي اليوم. والتقى خبراء لمناقشة موضوع “القوى المتوسطة في نظام عالمي متغير: تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة”، وغطي برنامج المنتدى خمسة مواضيع رئيسية: السياسة الخارجية، والتأثير الاقتصادي، وديناميكيات الأمن، والتعددية والمؤسسات العالمية، والتحديات الناشئة، فيما تم استكشاف هذه المواضيع من خلال جلسات حوارية ديناميكية، وطاولات مستديرة، ومناقشات جانبية، وخطابات عامة رفيعة المستوى، مما ينشط الحوار حول القوى المتوسطة. ومن جانبه أكد الرئيس توكاييف خلال كلمته الرئيسية في منتدى أستانا للفكر أن الإصلاحات الجارية ضرورية للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز النمو الاقتصادي في كازاخستان. وأضاف أن كازاخستان حققت تقدما كبيرا في القطاع الاقتصادي، حيث نجحت في جذب 400 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وسلط الرئيس الضوء على الدور الحاسم لهذه الاستثمارات في بناء اقتصاد قوي، وأكد التزام الأمة بتعزيز بيئة استثمارية مواتية. وأعلن الرئيس توكاييف أيضًا عن إطلاق دورة استثمارية جديدة تهدف إلى تأمين 150 مليار دولار إضافية من الاستثمارات بحلول عام 2029، وقال:”إننا ندرك أهمية تقديم الدعم الحكومي الشامل للمستثمرين واتخاذ القرارات السريعة”، مؤكدا التزام الحكومة بتعزيز التنمية الاقتصادية”. وأضاف الرئيس أن بلاده تسعى إلى تحقيق مهمتها كعضو موثوق به في المجتمع الدولي منذ سنوات، وقال:”أن العناصر الأساسية لسياستنا الخارجية هي الاستقلال والتعددية والاستقرار الإقليمي والدبلوماسية، لذلك، فإننا ندعم بقوة دور الأمم المتحدة باعتبارها المنظمة العالمية الوحيدة والفاعل الحيوي في التعاون والتقدم العالمي، ونعتقد أن التفاعل البناء مع جميع الشركاء الرئيسيين ضروري للسلام الدائم والازدهار داخل المنطقة وخارجها”. جهود مميزة لكازاخستان وأوضح الرئيس الكازاخستاني خلال كلمته إلى أن بلاده عملت كمنصة لإبرام اتفاق نووي مع إيران، وإجراء محادثات بشأن سوريا والاجتماع بين أرمينيا وأذربيجان، مشيراً إلى نزع السلاح النووي وحماية البيئة، وقال: “لقد تخلت بلادنا طواعية عن ترسانتها النووية وستدعم الجهود العالمية في مجال منع الانتشار النووي، حيث تضيف مبادرة أستانا لإنشاء وكالة دولية للسلامة البيولوجية إلى التزاماتنا بمواجهة التهديدات في مجال الأمن العالمي، فيما تلتزم كازاخستان بأهداف أجندة المناخ العالمية، وإننا ندعم بقوة اتفاق باريس”. ورداً على سؤال رئيس الجلسة العامة ورئيس الحوار العالمي في برلين لارس هندريك رولر، حول الدور الذي تلعبه كازاخستان في المنطقة وما إذا كانت هناك أي مشاكل من وجهة نظر الاستخدام الأكثر كفاءة لمواقف القوى المتوسطة من خلال التعاون الإقليمي، أكد الرئيس توكاييف:”أنه لا تزال بلاده ملتزمة بالسياسة الإقليمية والتعاون الوثيق مع جميع الجيران في آسيا الوسطى، وكلما تعاونت البلدان، كلما استفادت مصالح كازاخستان ودول آسيا الوسطى الأخرى، وإن الوضع الحالي يختلف بشكل كبير عن الوضع قبل 10 سنوات”. وأضاف: “تهدف مبادئنا السياسية إلى تعزيز التوازن الاستراتيجي، وأعتقد أن آسيا الوسطى أصبحت أكثر وضوحًا على خريطة العالم، وآمل أن يتفق زملائي في آسيا الوسطى مع ذلك، وسنبذل قصارى جهدنا لتعزيز إمكانات هذه المنطقة المهمة”. وحول الأمم المتحدة، فإن الرئيس توكاييف يعتقد اعتقادًا راسخًا أنه من الأهمية بمكان تعزيز المنظمة لأنها لا غنى عنها. وبغض النظر عن نقصها، فلا يوجد بديل. وقال إن هذا هو السبب في أن كازاخستان عازمة على مواصلة التعاون مع جميع البلدان التي تشترك في هذا الموقف في تعزيز دور الأمم المتحدة. ويجب سماع أصوات القوى الإقليمية والقوى المتوسطة، أولاً وقبل كل شيء، في مجلس الأمن. وقال رئيس الدولة إنه من الضروري دعم الأمم المتحدة التي ستحتفل العام المقبل بالذكرى الثمانين لتأسيسها. وأكد الرئيس توكاييف أن كازاخستان تدعم بقوة التعددية، وقال: نحن مقتنعون بأن عالم اليوم وعالم المستقبل يجب أن يكونا عالميين يستندان في المقام الأول إلى المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ومن الضروري أن نظل ملتزمين بميثاق الأمم المتحدة، ولا أحد لديه الحق في انتهاكه لأنه لا يوجد بديل، لكن يتعين علينا توحيد جهودنا لوقف الحروب والصراعات ومحاولة التوصل إلى حوار، كما إن ميثاق الأمم المتحدة يشكل الأساس للنظام الدولي الحديث”. وقال الرئيس:” تواجه البشرية اليوم تحديات غير مسبوقة، مثل الصراعات الإقليمية وعدم الاستقرار الاقتصادي وتغير المناخ وأزمات الغذاء والهجرة، مما تؤثر على جميع البلدان وتتطلب استجابة جماعية مشتركة، حيث أن مستقبلنا المشترك يعتمد على كيفية تمكننا من توحيد الجهود والتوصل إلى توافق في الآراء. لذلك، من دواعي الشرف الكبير لكازاخستان أن تكون جزءًا من هذه العملية المهمة”. وأكد رئيس كازاخستان على أن الإصلاحات تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وفي ضمان النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية، موضحاً أنه مع تزايد استقطاب العالم وضعف سلطة المؤسسات الدولية المتعددة الأطراف، ينمو دور القوى المتوسطة، وقال:”بينما تنخرط القوى الكبرى في التنافس أو تفشل في التوصل إلى تسوية، فإن القوى المتوسطة غالبًا ما تصبح وسيطًا في تنظيم الصراعات، والحفاظ على أساسيات التعاون العالمي”. وأبلغ الرئيس توكاييف المشاركين في المنتدى عن الإصلاحات السياسية التي أطلقت في كازاخستان لضمان الرخاء وتنفيذ التطلعات الديمقراطية للمجتمع، مشيرا إلى أن عملية الاستفتاء الوطني الأخير على بناء محطة الطاقة النووية أثبتت التزام البلاد بالقيم الديمقراطية. دور القوي المتوسطة وركز موضوع المنتدى على الدور الاستراتيجي والدبلوماسي الذي تلعبه القوى المتوسطة في المشهد العالمي اليوم، وخاصة في تعزيز الأمن وضمان الاستقرار وتعزيز التنمية المستدامة. وفي الأساس، هذه هي المرة الأولى التي تبادر فيها كازاخستان إلى مناقشة المبادئ الأساسية للنظام الدولي العالمي من منظور القوى المتوسطة. ونظم المنتدى معهد كازاخستان للدراسات الاستراتيجية التابع لرئيس جمهورية كازاخستان، تحت رعاية منتدى أستانا الدولي. بمشاركة 45 خبيراً من 22 دولة، بما في ذلك رؤساء مراكز تحليلية أجنبية رائدة وباحثون وخبراء ودبلوماسيون، الذين بحثوا على مدى يومين الدور الاستراتيجي والدبلوماسي الذي تلعبه القوى المتوسطة في المشهد العالمي الحديث. وناقش المنتدى الذي حمل عنوان: «القوى المتوسطة في نظام عالمي متغير: تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة دور القوى المتوسطة في النظام العالمي المتغير وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، وركزت المناقشات على أساسيات دبلوماسية القوى المتوسطة ودورها الاستراتيجي في المشهد العالمي الحديث، فيما أشار نائب وزير الخارجية الكازاخستاني الأول أكان رحمتولين إلى أن المنتدى يعزز دبلوماسية “المسار 2″، مما يتيح للمحللين والباحثين والسياسيين مشاركة أفكارهم بشكل مفتوح والعمل معًا لإيجاد حلول لأكثر المشاكل الدولية تعقيدًا في بيئة ودية وصريحة. كما ناقش المنتدى بمشاركة مواضيع جيوسياسية واقتصادية واستراتيجية، بما في ذلك دور الدول الوسيطة في الصراعات العالمية، وأمن الطاقة العالمي، وإمكانات القوى المتوسطة في تشكيل نظام عالمي أكثر توازناً، وقضايا الأمن في عالم متعدد الأقطاب، وتأثير مراكز الفكر على تشكيل السياسات، والممرات التجارية والنقل الرئيسية، فضلاً عن الاستقرار وتوازن الطاقة. وفي الوقت نفسه، بحث المشاركون موضوعات مختلفة بما في ذلك دور الدول الوسيطة في الصراعات العالمية، وأمن الطاقة العالمي، وإمكانات القوى المتوسطة في تشكيل نظام عالمي أكثر توازناً، وقضايا الأمن في عالم متعدد الأقطاب، وتأثير مراكز الفكر على تشكيل السياسات، والممرات التجارية والنقل الرئيسية، فضلاً عن الاستقرار وتوازن الطاقة.