شعر

جرح متنكر بجلد امرأة ...

من أنا 

بقلمي زينب كاظم 

سألني يوما أحدهم قال من أنت ؟

فصمتت لحظة ثم قلت ألا تعرفني قال بلى ولكنك لست أنسانة بل جرح متنكر بجلد امرأة …

فقلت له أنا عبدة من عباد الله مسالمة بريئة قال لا وأراد بها المشاغبة !!

فقلت له ألا تراني بريئة قال نعم لكنك قوية شجاعة صريحة

فقلت له أنا أمراة برج الأسد أكثر الكاذبين صدقا ..

فقال أتحبين الكذب قلت نعم أحبه في حالة واحدة عندما أغرق وسادتي دموعا وأتالم وأجرح وأنتظر ليلتئم الجرح ثم أخرج بكامل قويتي وكأن شيئا لم يكن فأنا هنا أجمل وأصدق الكاذبين …

أنا أسدية ولست جوزائية لكني أحمل كل المتناقضات فأنا أكثر العطوفين شراسة …

وأكثر الشجعان رحمة …

وأكثر الواضحين غموضا …

وأكثر المعتدلين تزمتا ..

وأكثر الصامتين لباقة .. 

وأكثر البسطاء أناقة …

وأكثر الكرماء حرصا …

وأكثر المبتهجين والسعداء حزنا ….

وأكثر المتدينين انفتاحا …

وأكثر المتحررين انضباطا …

وأكثر اللجوجين صبرا …

وأكثر الضاحكين بكاء ..

وأكثر الأجتماعيين عزلة …

وأكثر اللينين صلابة …

وأكثر الواقعيين خيالا خصبا ….

 

وأنا أبنة اللغة العربية وجدي الكبرياء والتحدي وأمي الشمس …

أنا ابنة كربلاء الأبية … التي رضعت مبادئ الحسين عليه السلام فيها وشربت فراتها الذي كان ماء مباركا منحني القوة لأدافع عن عقيدتي والفقراء …

عندما تراني تتمنى أن تحتضنني لطهري ونقائي ودمعتي الصادقة ..

وعندما تراني مرة أخرى تتمنى أن تكون في مملكتي كي تحتمي بي ..

سأنهي عاما وأبدأ عاما جديدا … قريبا

 عندما أنهيت العقد الرابع من عمري منذ عامين اعتلت رأسي شعيرات بيضاء وهذا دليل نضجي وشموخي وصبري ..

لكنها أيضا جعلتني أولد من جديد بنسخة أصيلة وها أنا ذا طفلة أو انثى تعشق العشق ولا تعطي قلبها بسهولة ..

فإن الحب في قاموسي ضرورة من ضرورات الحياة ..

فالحياة عندي حبا ثم هواء وماء وغذاء …

شخصية ازدواجية ستتعب أن أردت أن تغامر وتحبني …

أما أن كنت انسان أرهقته الحياة ابق بعيدا تظل سالما معافى ..

وأن كنت تريد المغامرة فأنا الجنة ولا يدخل أحد مملكتي الا من يحارب ملذاته ومن ثم يموت من أجلي …

حروفي تارة بلسم وتارة نار كل واحد يفسرها بعين طبعه …

أنا التي لا تتعاطف ولا تنزل دموعها على نفسها بل من أجل الأخرين.. تنهمر دموعي من أجل مصيبة حلت بالناس أو عند مشاهدتي دموعهم والظلم الذي يقع عليهم ..

ولا أبكي على مصائبي وجراحاتي فأنا التي اخيط جراحي ليلا بما جمعت نهارا من خيوط الشمس ..

وارى في كل المظلومين حسينا لذلك يستفزني الظلم ولو كان بحرف يكتب أو يهمس لذلك ثوراتي كثيرة ..

وهدوئي لا يعني الا هدوء يسبق العاصفة ..

أنا التي ارسم قواعد لعبتي ولا أحد يسيرني بقوانيه ..

لكني أيضا أحب الأنضباط والقوانين لأنها تدل على احترامنا لأنفسنا وتميزنا عن شريعة الغاب …

أنا الثلج المحترق …النور والماء والهواء والنار كل ذلك يسير بشرياني ..

أنا التي أعشق أسرتي حد الألم والوطن بالنسبة لي ليس مكانا بل شعور …

أنا التي اصيبت منذ أول يوم لولادتها بلعنة قراءة ما بين السطور وتفسير ما خلف النظرات وقراءة الكلمات التي لم تقال فأصبحت خبيرة لغة الجسد وهذه اللعنة جعلتني أنعزل وأهجر البشرية …

أنا المحاربة المسالمة وأنا الجنون والعقل والفيضان والبركان ..

وهناك لافتة موجودة عند مدخل عيوني مكتوب عليها أحذر هناك خطر وهناك جنة وانت وحظك….

من أنا 

من أنا 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى