المقالات

الدكرورى يكتب عن من المؤمنين رجال

إن من الشهداء هو الصجابي الجليل وسفير الإسلام مصعب بن عمير

الدكرورى يكتب عن من المؤمنين رجال

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن من الشهداء هو الصجابي الجليل وسفير الإسلام مصعب بن عمير، ولقد سلك رضى الله عنه، طريقا طويلا حتى وصل إلى درجة الشهادة في سبيل الله، فقد أسلم قديما وجاهد في سبيل الله في مكة، وفي الحبشة، وفي المدينة، وفي بدر وأحُد، فلقي ربه شهيدا، وصدق فيه قوله تعالى كما جاء فى سورة الأحزاب ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” وقد أورد الإمام القرطبي في تفسيره عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحد مرَّ على مصعب بن عمير وهو مقتول، فوقف عليه ودعا له، ثم تلا هذه الآية ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” 

 

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم، والذى نفسى بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامه إلا ردوا عليه” فزيارة شهداء غزوة أحد سنة شرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على زيارتهم، والدعاء لهم صلى الله عليه وسلم، وأيضا من الشهداء هو سعد بن الربيع رضى الله عنه، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مع أصحابه وآخى بين المهاجرين والأنصار، آخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الأنصاري، فعرض سعد بن الربيع على عبد الرحمن أن يناصفه ماله، وقال له “انظر أي زوجتيَّ شئت، أنزل لك عنها” فقال عبد الرحمن “بارك الله لك في أهلك ومالك” ويحضر معركة أحد ويقاتل قتالا عظيما. 

 

ويقدم حياته لله سبحانه وتعالى، وبعد انتهاء معركة أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من رجل ينظر لى ما فعل سعد بن الربيع، وسعد أخو بنى الحارث بن الخزرج، أفى الأحياء هو أم فى الأموات؟” فقال رجل من الأنصار “أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل” فنظر فوجده جريحا في القتلى به رمق، فقال، فقلت له “إن رسول الله أمرني أن أنظر له أفي الأحياء أنتَ أم في الأموات؟” قال “فأنا في الأموات، أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله خير ما جزي نبيا عن أمته، وأبلغ عني قومك السلام، وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خُلص إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف” ثم لم أبرح حتى مات.

 

فسعد بن الربيع رضى الله عنه إلى اللحظة الأخيرة وهو إيجابى يحفز المسلمين على الجهاد، ويقول لهم “لا عذر لكم إن خُلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيكم عين تطرف” وأيضا من الشهداء هو عبد الله بن حرام رضى الله عنه حيث قال عبد الله بن حرام رضى الله عنه “رأيت في النوم قبل أحد كأني رأيت مبشر بن عبد المنذر وهو من شهداء بدر، يقول لي أنت قادم علينا في هذه الأيام، فقلت وأين أنت؟ قال في الجنة نسرح فيها كيف نشاء، قلت له ألم تقتل يوم بدر؟ قال بلى، ثم أحييت” فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هذه الشهادة يا أبا جابر” فحضر أبو جابر رضى الله عنه المعركة، ولقي ربه شهيدا، ويقال إنه أول من قتل يوم أحد. 

 

وقد ذهب إلى عبد الله بن أبي بن سلول يعاتبه على انسحابه من أرض المعركة في هذا الوقت العصيب، ويرجوه أن يثبت للقتال، ولما رأى إصراره على الرجوع قال له “قبحك الله سوف يغني رسول الله عنك” وقاتل في المعركة قتالا مجيدا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار