مقالات

من قلب النار … هل سقوط إيران نهاية الفوضى أم انفجارها؟

جريدة موطني

من قلب النار … هل سقوط إيران نهاية الفوضى أم انفجارها؟

بقلم : د . هاني المصري

من قلب النار ... هل سقوط إيران نهاية الفوضى أم انفجارها؟
—————————

لحظة حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط
منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، أخذت إيران موقعًا مركزيًا في النزاعات الإقليمية. تصاعد دورها في اليمن، سوريا، لبنان، العراق، وغزة، أثار مخاوف عميقة لدى دول الخليج ومصر. أما اليوم، ومع تزايد الضربات الإسرائيلية على عمق الداخل الإيراني، وتراجع قبضة طهران على أذرعها، باتت فكرة “سقوط إيران” موضوعًا ليس فقط للتأمل، بل للتحليل الاستراتيجي الجاد.

المحور الأول.. سقوط إيران… تحرير أم فوضى؟
وجهة النظر الإيجابية: فرصة لإعادة التوازن العربي
انحسار مشروع “الهلال الشيعي”: تراجع دور إيران في العراق وسوريا ولبنان يعيد للقوى العربية السنيّة قدرتها على إدارة ملفاتها دون تدخل طهران.

تحجيم التهديدات الأمنية: سقوط النظام الإيراني يعني تراجع دعم “حزب الله”، و”الحوثيين”، و”الحشد الشعبي”، ما يُخفف حدة التوترات الطائفية والعسكرية.

تحفيز المصالحة العربية.. مع زوال العدو المشترك (إيران)، قد تنشأ فرص لترميم الخلافات بين الدول العربية نفسها، وإعادة هندسة الإقليم.

وجهة النظر السلبية.. خطر فراغ إقليمي قاتل
تحول إيران إلى دولة فاشلة: إذا سقط النظام دون بديل منظم، قد تنهار المؤسسات وتدخل البلاد في فوضى تشبه ما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي.

صعود قوى متطرفة داخل إيران: جماعات متشددة قد تملأ الفراغ، وتتحول إيران إلى بؤرة لتصدير الفوضى بدل النظام.

تحولات جيواستراتيجية غير محسوبة: دول مثل تركيا، أو حتى روسيا والصين، قد تسارع لملء الفراغ الإيراني بطرق لا تخدم العالم العربي.

المحور الثاني .. كيف تتأثر مصر مباشرة ؟
التأثيرات الإيجابية
ارتياح استراتيجي .. تراجع النفوذ الإيراني في غزة واليمن وسوريا، يعطي مصر هامشًا أوسع في التحرك الدبلوماسي والأمني، خاصة في ملف غزة وحدود سيناء.

فرصة لتعزيز التحالفات: تحوُّل الإقليم قد يدفع بمصر إلى مركز تحالف عربي-إسرائيلي-غربي في مواجهة التطرف والفوضى.

تحسن المناخ السياسي في لبنان وسوريا: ما قد يسمح بعودة اللاجئين وتحقيق انفراجات سياسية تُخفف الضغط الإقليمي.

التأثيرات السلبية
الاقتصاد في مرمى العاصفة:

أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز، وارتفاع أسعار النفط عالميًا، مما ينعكس على واردات مصر وسعر الجنيه.

قناة السويس قد تتأثر سلبًا بتراجع الملاحة في البحر الأحمر نتيجة تصعيد الحوثيين أو اضطرابات بحرية في الخليج.

الخطر الأمني المتسلل

فوضى في إيران قد تحفّز خلايا جهادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مصر، بحكم موقعها، قد تواجه تدفقًا لمقاتلين أو نشاطًا عبر حدودها.

المعادلات الدولية قد تنقلب :

إذا تدخلت واشنطن أو إسرائيل بشكل مباشر، سيُفرض على مصر مواقف حساسة قد تؤثر على حيادها أو تحالفاتها .

وختاماً .. بين الأمل والمجهول
سقوط إيران ليس حدثًا بسيطًا ولا خيريًا خالصًا، بل هو معقد كجغرافيا الإقليم ذاته. ما بين من يرى فيه انفراجًا تاريخيًا، ومن يحذّر من كارثة استراتيجية، تبقى الحقيقة أن المنطقة العربية – ومصر تحديدًا – يجب أن تستعد لكل السيناريوهات.

إن خير العرب في هذه اللحظة التاريخية ليس في “سقوط إيران” بحد ذاته، بل في قدرتهم على صياغة إقليم جديد يحمي سيادتهم ويعزز أمنهم الجماعي، دون أن يفتح الباب لفوضى لا نهاية لها.

من قلب النار … هل سقوط إيران نهاية الفوضى أم انفجارها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى