
مه حديث الجمعة /
بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – مصر ٠
[ فطرة الله ٠٠!! ]
قالى تعالى :
” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ” ٠
( سورة الروم : الآية ٣٠ )
٠٠٠٠٠٠٠٠
في البداية عزيزي القارىء الكريم كل عام و حضراتكم بخير و سلام جميعا
و نهنئكم مع مطلع عام هجري جديد أعاده الله عز وجل على الأمة العربية و الإسلامية باليمن و البركات ٠
إن ( الفطرة ) السليمة سواء في داخل الفرد أو المجتمع تدعو إلى الفضيلة و الكمال و الجمال و الصلاح و إلى الإصلاح و الحب و السلام و العطاء و القيم النبيلة و الأخلاق الحميدة ، و لا تقر مبدأ الكراهية و الانحراف و الظلم و الانزلاق في الحروب و الصراعات و الأنانية و القتل و الفوضى و الخُلق الذميم و الفساد و سوء الآداب و المعاملات إلى غير ذلك من التناقضات التي تشوه رسالة الإنسان و ضياع الأمانة ٠٠
و هذا متوفر في أصل الحياة و العادات و التقاليد و أيدت كل ذلك دعوة الاسلام منذ الخِلقية و النشأة الأولى فهي صبغة الله تعالى ٠٠
و يجب علينا التأمل و التدبر بالعقل و النظر في الكون كي نصل إلى الهدف من ماهية الأشياء المسخرة و التكاليف المفروضة كلها لصيانة النفس و الناس في توازن يحفظ النسل و الحرث من الانحراف و الاندثار فمعادلة الأخلاق عنوان الحياة و الرقي و التقدم بحسن الخُلق و شعارها الحياء الذي يأتي بالخير النافع في كل حركة و مراقبة لأنماط السلوك و نشاط كل كائن موجود بالسليقة دون عبث و تغير و تحويل من أجل الفطرة التي لا تختلف مع كل قيمة و معنى يتحلى بها الإنسان داخل المجتمع عربي و غير عربي و مسلم و غير مسلم لأن الفطرة تُولد معه و تنمو إيجابا لكنه يساهم في تزيفها نحو الرغبات و الشهوات و النزعة العدوانية في تضاد بين الحق و الباطل و الخير و الشر و النور و الظلام و القوة و الضعف ٠٠
و بعد هذا العرض نذهب لنمسك بالفطرة من منظور ديني بعد المنظور العام لتلك الفطرة التي توجد داخل كل مخلوق و الفيصل في الإنسان مكارم الأخلاق و القيم الإنسانية النبيلة ٠
و حول الفطرة :
نسلم بأن الله تعالى قد خلق الناس على طبيعة فطرية تدل على التوحيد والإيمان به، وأن هذه الفطرة هي الأساس الذي تقوم عليه الأديان السماوية، وأنها لا تتبدل ٠
و على اية حال يطلب الله عز وجل من نبيه صلى الله عليه و سلم الهداية و الاستقامة و اتباع الفطرة السليمة الصحيحة التي ارتضاها لعباده جميعا بلا تفرقة ٠
و بهذا الشرع يرشدنا رسوله الكريم محمد صلى الله عليه و سلم إلى هذه الطاعة الواجبة بالدعوة بالحسنى و بالمعروف من خلال الأوامر و النواهي النافعة و المكلف بها هذا الإنسان العاقل لجوهر و مقاصد هذا الدين ، و ذلك دون تنطع و دون تشدد و مغالاة في وسطية و يسر في اطار القول و العمل هكذا ٠٠
مع تعريف الفطرة في اللغة : تعني “الخِلْقَة” أو “الطبيعة” أو “الصبغة” التي خُلق عليها الإنسان.
وفي الاصطلاح الإسلامي، تُشير الفطرة إلى الخلقة الأصلية التي فُطر عليها الإنسان، والتي تتضمن الاستعداد لقبول الحق والتوحيد ٠
و قد جاء في التفسير : فسدّد وجهك نحو الوجه الذي وجهك إليه ربك يا محمد لطاعته، وهي الدين، (حَنِيفًا ) ٠
مستقيما لدينه وطاعته (فِطرةَ اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا) يقول: صنعة الله التي خلق الناس عليها ٠
و هي (الإسلام ) مُذ خلقهم الله من آدم جميعا، يقرّون بذلك ٠
ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الدين الذي أمرتك يا محمد به ٠
و من ثم مرّ عمر بمُعاذ بن جبل، فقال:
ما قوام هذه الأمة؟٠
قال معاذ: ثلاث، وهنّ المنجيات:
الإخلاص : وهو الفطرة (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) ٠
والصلاة: وهي الملة ٠ والطاعة: وهي العصمة.
فقال عمر: صدقت.
و قد قال الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم عن خلاصة الفطرة حديث هو الأصل كما دعا إليها الله عز وجل منذ الخليقة عن طريق الانبياء و المرسلين و الكتب السموية في دعوة الى مبدأ الحق مهما تبدلت الاحوال و الأزمنة و الأمكنة و ظروف الإنسان العام ٠٠
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
( ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء . ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } الآية رواه البخاري ومسلم واللفظ له .
و أرى هنا أن الحديث في هذا الإطار والمضمار يطول شرحه و يحتاج إلى موسوعات توضح و تتناول مثل هذه الموضوعات الشاملة الجامعة لكل أبواب الخير يقينا ٠
و الفطرة هي طبيعة الإنسان الأصلية التي خلقها الله تعالى، وهي تدل على التوحيد وتستلزم الإيمان بالله، وهي الأساس الذي تقوم عليه الأديان السماوية.
و نختم بسنن الفطرة الخمس:
الختان: إزالة جزء من جلد الذكر.
الاستحداد: حلق الشعر الموجود حول منطقة العانة.
تقليم الأظافر: قص الأظافر لتجنب تجمع الأوساخ تحتها.
نتف الإبط: إزالة الشعر الموجود تحت الإبط.
قص الشارب: قص الشارب بحيث لا يغطي الشفة العليا.
تعتبر هذه السنن من الأمور التي فطر الله الناس عليها، وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم ٠
= قال الإمام الشافعي عن فطرة الإسلام :
أنَّها تعني الاستقامة والاعتدال، وأنَّها تمثِّل المنهج القويم الذي فطر الله الناس عليه، وهو الإسلام.
و قد أشار إلى أنَّه لا يخرج من الفطرة إلا من أضلَّه الشيطان.
و في النهاية نجد الفطرة – الإسلام – التي تقوم عليه كل الاشياء ، بل و تصلح عليه أمر الدين و الدنيا و الأخرة معا ٠
و مما لا شك فيه و لا جدال بأن الإسلام تتناسب مع طبيعة الإنسان من خلال الإيمان الحقيقي و التحلي به في يقين و اتخاذه دستورا للحياة دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠