
مواقف مضيئة في حياة أم المؤمنين أم سلمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله ذي الكبرياء و العزة والجلال تفرد سبحانه بالأسماء الحسنى وبصفات الكمال، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره عظم من شأن حرمة المال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما خطر ذكره على بال وما تغيرت الأيام والأحوال أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أمهات المؤمنين وعن مواقفهن تجاه الدين الإسلامي وحفظ السنة النبوية الشريفه ونقلها لنا، ومن مواقفهن الخالدة في حياة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ننسي المواقف المضيئة في حياة أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها، حيث كان للسيدة لأم سلمة رضي الله عنها رأي صائب عندما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية.
وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام لما صالح أهل مكة يوم الحديبية وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه ” قوموا فانحروا ثم حلقوا ” فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له السيدة أم سلمة رضي الله عنها ” يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ” فقام عليه الصلاة والسلام فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا وذلك كناية عن سرعة المبادرة في الفعل، وقد صحبت السيدة أم سلمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوات كثيرة وهي غزوة خيبر.
وفي مكة وفي حصار الطائف وغزوة هوازن وغزوة ثقيف ثم خرجت معه حجه الوداع، وكما لا ننسى موقفها من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاء يحدثها في شأن مراجعة أمهات المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإغضابهن له فقالت عجبا لك يا بن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبغى أن تدخل بين الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه؟ وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلت وفية لذاكره شديدة الأسى لفراقه، صوامة قوامة لا تبخل بعلم ولا بحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم، وقد روت رضي الله عنها الكثير من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن زوجها أبى سلمة وعن فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وروى عنها الكثيرون ومنهم أبناؤها وكبار الصحابة والمحدثون، وكما أن من مواقفها المشهودة كذلك.
هو موقفها يوم فتح مكة عندنا خرج النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم بجيشه الكبير الذي لم يشهد مثله العرب فخرج إليه مشركو قريش لملاقاته وإعلان توبتهم وإسلامهم، وكان من هؤلاء أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة ابن عمة الرسول وأخو أم سلمة لأبيها، وعندما استأذنا في الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أن يأذن لهما بالدخول لما لاقاه منهما من أذى شديد قبيل أن يهاجر من مكة، فقالت له أم سلمة وهي تستعطفه على ذويها وذوية يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا حاجة لي بهما، أما ابن عمى فقد أصابني منه سوى وأما ابن عمتي وصهري فقد قال بمكة ما قال”
وقد بلغ ذلك أبا سفيان ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال والله ليؤذنن لي أو لآخذن بيد ابنى هذا، وكان معه ولد جعفر ثم تستعطفه حتى رق قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لهما بالدخول فدخلا عليه وألما بين يديه وأعلنا توبتها.