![مُلخص الواجبات البشرية](https://mawtany.com/wp-content/uploads/2025/02/inbound5739241018452319501-780x470.jpg)
مُلخص الواجبات البشرية )
بقلم محمود عبد الظاهر
بسم الله خير الأسماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء القائِمُ على كُلِ نفسٍ بِما كسبت والمُجازي لها بِما عَمِلَت والصلاةُ والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، إما بعد :
تنقسم الواجبات إلى عدة أقسام، من أبرزها ما يلي،
القسم الأول : الواجب نحو الله : تعالى : وتتمثلُ في العبادة : قال تعالى :
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، [ سورة الذاريات: 56]
أي أن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله تعالى وطاعته، أيضاً إحترام حدود الله تعالى وعدم التعدي عليها لأي حالٍ من الأحوال وإلتزام ما أمرَ بِه وإجتناب ما نهى عنهُ. وتوحيدهُ تعالى وإفراده بالصفات التي لا تليقُ بغيرهُ فهو سبحانهُ وتعالى كاملٌ في خلقه كاملٌ في صفاته كاملٌ في أفعاله هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولَدّ ولم يكن لهُ كفوًا أحد.
القسم الثاني : الواجب نحو الذات : من السعى إلى النجاة بها يوم العرض الأكبر، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [ سورة التحريم: 6]
فهناك أمور يجبُ عليكَ القيامُ بِها من أجل أن تصِلَ إلى غايتك الأسمى ألا وهيا النجاة مِنَ النار ودخول الجنة نعم هذا هو المُراد، وليس جمع الأموال، ليست الشهرةِ والمناصب، ليس التكبّر والإفتخار ولكن الحرص على طاعة الله، السعي لطلب العلم، السعي لطلب الرزق، السعي لِكُلِ ما يليق بذاتك.
القسم الثالث : الواجب نحوَ الآخرين : من آداء حقوق العباد، من العدلِ والإنصاف، من المنفعة العامة، من التعارف والتقوى، مِن الإحسان والإيمان، من الألفة والمحبة، قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [ الحجرات: 13]
وقال ﷺ: ” مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى ” علينا بتطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا من أجل أن نكون عونًا وسندًا لبعضنا البعض لا يأكلُ مِنا القوي الضعيف لا يظلم أحدنا الآخر لا لكل شيء يكون أساسهُ الأنانية وعدم تقدير مشاعر الآخرين، نعم للتسامح والمحبة.
القسم الرابع : الواجب نحوَ الوطن :
ما الوطن ؟
الوطن هو الموضع الذي ولدت فيه، وأكلت من خيره، وشربت من نبعه، ومشيت على تُرابه ، واستظللت بسماءه ، الأوطان تبقى عزيزة، تبقى منيعة ، تبقى قوية ، غنية ، ما أحبها أهلها، وعملوا على تقدمها وازدهارها ،
تبقى الأوطان صالحة ، ما دام أهلها مصلحون , فصلاح الأوطان جزء لا يتجزأ من صلاح أهلها . والآية الدقيقة في ذلك قول الله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ ءَامَنُوا۟ وَٱتَّقَوْا۟ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ}
إن أمان الأوطان وصلاح أحوال البلاد مرهون بصلاح العباد، وإن الله تعالى يصلح بالرجل الصالح التقي النقي ولده وولد ولده ويصلح بصلاحه بلده وبلاد من حوله . مصر محفوظة دائمًا بحفظ الله وجنود مصر خيرُ أجناد الأرض وفي طور سيناء صلى رسول الله ومُصطفاه سيدنا محمد عظيم الجاه الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراط الله المستقيم صلوات ربي وسلامهُ عليه أسأل الله العظيم أن يحفظ بلادنا وأن يجعلها سخاءً رخاءً وسائرَ بلاد المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
مُلخص الواجبات البشرية )
بقلمي ✍️ محمود عبد الظاهر محمد حسن المقيد بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بأسيوط الفرقة الرابعة قسم التفسير وعلوم القرآن الكريم