كتب سمير الشرنوبي
واحدة من أهم فنانات زمن الفن الجميل في فترة الستينات، والسبعينات..
“زبيدة” من مواليد سنة 1940، وكانت على قد ما تقدر بتحاول تخبي علاقتها بأسرة “محمد علي باشا” مؤسس دولة مصر الحديثة بعد ما سمعة العائلة دي ساءت خصوصاً بعد ثورة يوليو، وكانت دايماً بتطلع تنفي صلتها بالأسرة؛ لكن مع الوقت تم كشف إنها حفيدة الأمير “طوسون” إبن “محمد على باشا”..
درست في كلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، واشتغلت كمحامية تحت التمرين لفترة عشان ترضي جدها اللي كان رافض لفكرة دخولها عالم الفن لدرجة إنه هددها بالحرمان من الميراث لإنه كان عايز يشوفها محامية ناجحة زيه خصوصاً مع شهرته الواسعة كمحامي في إسكندرية.. بس “زبيدة” بعد فترة حست إن مش ده المجال اللي هتقدر ترتبط بيه عملياً، وقررت تتفرغ للعمل الفني!..
أول فيلم شاركت فيه هو “دليلة” سنة 1956 مع “عبدالحليم حافظ” و”شادية”.. فترة بسيطة هي اللي كانت “زبيدة” محتاجاها عشان تثبت أقدامها في المجال.. قدمت مجموعة متتالية من الأفلام المهمة زي “يوم من عمري”، “نساء في حياتي”، “الملاك الصغير”، “بنت 17″، “في بيتنا رجل”، وغيرهم.. بالمناسبة “زبيدة” ليها فيلمين في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد هما: “في بيتنا رجل” سنة 1961 و “المذنبون” سنة 1976..
مفيش شك إن عيون “زبيدة ثروت” هي أجمل عيون جت في تاريخ السينما المصرية والعربية.. والوصف ده تحديداً مش مبالغة لإن وراه قصة حقيقية!.. “زبيدة” نجحت في “مسابقة ملكة جمال الشرق” اللي نظمتها مجلة الجيل، وبعدها أخدت لقب أجمل عشرة وجوه للسينما اللي عملتها مجلة الكواكب المصرية.. وبسبب التكريمين دول أخد لقب (صاحبة أجمل عيون فى السينما المصرية) اللي بقى مصاحبها في كل أعمالها..
“زبيدة” بتحكي عن أكتر موقف محرج اتعرضت له لما كانت في الكويت عشان تحضر إفتتاح مهرجان فني هناك.. لما وصلت الفندق فوجئت بزحمة وكمية كبيرة من الورد والناس ملمومة حوالين واحد واضح إنه مشهور.. لما قربت من الزحمة لقت اللاعب البرازيلي المشهور “بيليه” واللي هي ماكانتش عارفاه عشان مش بتحب الكورة؛ واقف وسط الناس بيسلم عليهم وبيوقع أوتوجرافات.. لما قربت “بيليه” أخد باله منها وفضل باصص ومركز في عين “زبيدة” لمدة طويلة بشكل خلاّها تبقي محرجة والكل بقوا مركزين معاهم!.. بتقول “زبيدة”: ( كان جرىء جداً في نظراته بشكل ماكنتش لا أنا ولا أى حد يتخيله!).. بعد لحظات الصمت الرهيب دي شال طوق ورد كان حوالين رقبته وحطه على رقبتها هي وقال لها: (عينيكي أجمل عينين رأيتهما فى حياتي).. من اللحظة دي فضل “بيليه” كل يوم أثناء إقامته في الفندق حريص ينتظر “زبيدة” عشان يشوفها وهي نازلة أو طالعة!.. بتحكي “زبيدة” كمان وبتقول إنه حبها وعرض عليها الجواز وإنها تيجي معاه البرازيل بس هي رفضت!.. كان برضه لما بينزل مصر بيصمم يشوفها وبيتصل بيها يسلم عليها!..
الفنان “عبدالحليم حافظ” كان اتقدم عشان يخطبها بس أسرتها رفضت، وهي بتقول إنها ماكنتش تعرف إنه اتقدم أساساً غير بعد جوازتها التانية!، وقالت إنها كانت بتعزه جداً وقالت إن وصيتها إنها تندفن جنبه لما تموت!..
بعد اعتزالها الفن في السبعينات أخدت قرار الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية وعملت كده فعلاً وعاشت هناك فترة بس رجعت تاني لمصر لحد ما اتوفت في سنة 2016..
“زبيدة ثروت” كانت فنانة مختلفة ومن الفنانين اللي كانوا بيمثلوا ببساطة و رُقى وسابت ذكرى لطيفة عند الجمهور.. ربنا يرحمها. ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون
نبذه بسيطه عن الفنانة الجميلة الراحلة “زبيدة ثروت