اخبار

نبيل أبوالياسين : اعترافات مزلزلة تحاكم الادارة الأمريكية السابقة والحالية والإعلام يقاضي ترامب

جريدة موطني

نبيل أبوالياسين : اعترافات مزلزلة تحاكم الادارة الأمريكية السابقة والحالية والإعلام يقاضي ترامب

نبيل أبوالياسين : اعترافات مزلزلة تحاكم الادارة الأمريكية السابقة والحالية والإعلام يقاضي ترامب

تتصدع جدران الصمت الأميركي حول غزة، ليأتي اعترافٌ صادم من قلب الإدارة السابقة، يُلقي بظلاله الثقيلة على مفهوم العدالة والمسؤولية الدولية، فبينما يصر مسؤول أمريكي بارز على أن إسرائيل ارتكبت “بلا شك” جرائم حرب، يكشف عن علم الإدارة بتلك الفظائع، يتوازى هذا الاعتراف مع معركة ضارية يخوضها ترامب ضد حرية الصحافة في عقر داره، وإنها صورةٌ مُعقدة لواقع تتهاوى فيه قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتُدفن فيه الحقيقة تحت ركام التواطؤ والتحيز، ويبقى الثمن البشري في غزة شاهداً أبدياً.

اعترافٌ يزلزل الأركان: صمتٌ على الجريمة

في تصريحٍ يزلزل الأركان، اعترف ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية في إدارة بايدن، بأن إسرائيل ارتكبت “بلا شك” جرائم حرب في غزة، ويأتي هذا الاعتراف الصريح من مسؤول كان مهمته تبرير سياسات واشنطن، ليؤكد أن الجنود الإسرائيليين لم يُحاسَبوا على أفعالهم، ويكتسب كلام ميلر وزناً خاصاً كونه يُعبّر عن رأيه بحرية بعد خروجه من منصبه، كاشفاً عن حقائق كانت تُغطى بعباءة الدبلوماسية الرسمية.

عِلمٌ وتواطؤ: أسئلةٌ حول الإدارة الأمريكية

لم يتوقف ميلر عند الاعتراف، بل كشف عن وجود خلافات “كبيرة وصغيرة” داخل إدارة بايدن بشأن التعامل مع إسرائيل، وعن مناقشات حول وقف شحنات أسلحة، مشيراً إلى إيقاف شحنة قنابل في ربيع 2024، والأدهى، أنه تساءل إن كان بوسعهم فعل المزيد للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، خاصة خلال الفترة بين نهاية مايو 2024 ومنتصف يناير 2025، حيث قُتل آلاف المدنيين الأبرياء، مما يثير تساؤلات مؤلمة عن مدى علم الإدارة وحجم تواطئها.

معركة ترامب ضد الحقيقة: إعلامٌ مُكبَّل
في تناقض صارخ مع شعارات حرية الصحافة، يخوض الرئيس السابق دونالد ترامب معركة شرسة ضد الإعلام في بلاده، فقد رفعت شبكتا “PBS ، NPR”دعاوى قضائية ضد إدارته بسبب قطع التمويل الفيدرالي عنهما، متهمتين ترامب بـ”التمييز في وجهات النظر” غير الدستوري، وادعى ترامب أن تغطيتهما متحيزة ضده، وممارساً سلطته للحد من تمويلهما، في خطوة وصفتها PBS بأنها “تهديد وجودي” لقدرة المحطات على توفير برامج تعليمية وإخبارية حيوية للمواطنين.

ثمن التضييق: تعتيمٌ داخلي وجرائمٌ خارجية

إن معركة ترامب ضد وسائل الإعلام ليست حدثاً فردياً، بل جزء من نمط أوسع يهدف إلى تقويض حرية الصحافة والرقابة عليها، وهذا التضييق على الحقيقة في الداخل، من خلال محاربة المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء، يخلق بيئة تسهل التعتيم على الجرائم المرتكبة في الخارج، فعندما تُكمم الأفواه وتُحارب المصادر المستقلة للمعلومات، يصبح من الأسهل التستر على “جرائم الحرب” التي تُرتكب بعلم الإدارة، ويفقد الرأي العام بوصلته الأخلاقية والمعرفية.

صوتٌ وإنْ متأخراً: دعوةٌ للمحاسبة

يُشكل اعتراف ماثيو ميلر، وإن جاء متأخراً بعد خروجه من منصبه، دليلاً إضافياً دامغاً على حجم الجرائم المرتكبة في غزة وعلى علم الإدارة الأميركية بها، وهذا الصوت، الذي انطلق أخيراً ليُعبّر عن الحقيقة، يؤكد أن الضمائر لا تموت، وأن الحقائق لا يمكن أن تُدفن إلى الأبد، هو دعوة صريحة للمحاسبة، وتأكيد على أن التاريخ لن يغفر التواطؤ، وأن العدالة، وإن تأخرت، ستُطالب يوماً ما بثمن صمت من كان يملك القدرة على تغيير مسار الكريمة.

وأختتم مقالي مذهولاً أمام هذا المشهد الصادم الذي يرتسم أمامنا: مسؤول أميركي بارز يُقرّ بجرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في غزة بعلم إدارته، بينما تُحارب الصحافة الحرة في عقر الدار الأميركية، إنها صورةٌ تكشف عن تآكل منهجي لقيم العدالة والشفافية، وتواطؤ يتجاوز حدود السياسة ليصبح شراكة في الصمت على الإبادة، والتاريخ لن ينسى لحظة صمت من كان يملك القدرة على وقف المجازر، ولن يغفر تكميم الأفواه التي حاولت كشف الحقيقة.. آن الأوان لأن تترجم هذه الاعترافات المتأخرة إلى محاسبة فورية، وأن ينتصر صوت الحقيقة على كل محاولات التعتيم، من أجل غزة، ومن أجل كرامة الإنسان أينما كان.

نبيل أبوالياسين : اعترافات مزلزلة تحاكم الادارة الأمريكية السابقة والحالية والإعلام يقاضي ترامب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى