قصة

نجم و مشوار

جريدة موطنى

نجم ومشوار

 (اهداء لجيل العظماء)

م محمود عبد الفضيل

كنت الابن الوحيد لأبوين يعملان في الجهاز الحكومي ورغم المنصب الكبير للوالد إلا أن مرتبه يكفي بالكاد توفير الحياة الكريمة للأسرة دون أي مظاهر للبذخ ونظرا لأني الابن الوحيد الأسرة كانت كل إمكانيات الأسرة مسخرة لتحقيق متطلباتي ورغم ذلك كنت أشعر بالوحدة لعدم وجود أشقاء لي فبدأت في مصادقه الفتيات في الجامعة من كليات مختلفة علي أمل ملء الفراغ العاطفي لدي وشغل وقت فراغي وكانت أول قصة حب لرانيا التي تدرس في كلية الآداب وهي فتاة باهرة الجمال ذات ملامح أوروبية وعائلة مشهورة في المنطقة عندنا حيث إن جميع أقاربها في سلك التعليم الجامعي في البداية لم تهتم بمطاردتي لها وأمطارها بالكلام المعسول فتوصلت إلى رقم هاتفها الأرضي وتواصل الحديث بيننا عبر أسلاك الهاتف لمدة طويلة وصارحتها بمشاعري واكتشفت أنها تعلم مدى انبهاري بها ولكن بعد فترة تعددت علاقتها بالكثير من الشباب وتهربت مني كثيرا وأصبحت نسيا منسيا فهي كالفراشة جميلة الألوان تتنقل بين الزهور في بستان الرجوله كمْ كانت صدمتي كبيره لانني وقتها احسست انها فتاه لا يمكن ان تعوض فهل سيمنحني القدر لمقابلة من في نصف جمالها لاحظ والدي حاله الاكتئاب التي امر بها خاصة انني في السنه النهائيه بكليه الصيدله وطلب مني رغم عدم توافر إمكانيات الارتباط ان اختار فتاه مناسبه حتي اخطبها.حاولت مع جارتي دبدوبه التي تدرس في كليه التجارة وكانت رغم وزنها الزائد الا انها جميله الوجه وبديعه الملامح ولكنها كانت تغلق باب البلكونه بمجرد ظهوري ظل هذا الوضع الي ان تخرجت من الكليه والتحقت بالعمل في شركة ادويه كبري بمرتب كبير واستلمت سياره موديل السنه وعند رجوعي من العمل وركن السياره وجدت دبدوبه خلفي تبارك لي علي الوظيفه والسياره وقتها انتهزت الفرصه وطلبت منها مقابلة في مكان هادئ وافقت بابتسامه ذات مخزي جعلتني اذهب بخيالي الي أماكن متعدده في نفس الوقت. هي تعلم انها ذات وزن زائد ومعظم الشباب لايفضل الاوزان الكبيره تجنبا لامراض العمود الفقري والانزلاق الغضروفي عند الزواج و تحمل المسئوليه لذلك عندما ذهبت للقائها وجدتها تنتظرني قبل الموعد بملابس ضيقه تبرز مفاتنها واستغلت الوزن كميزه وليس عيب صارحتها برغبتي في ان تكوني نصفي الآخر او ثلاث ارباعي الآخر و. الله المستعان فرحت بالطلب وتعددت لقاءاتنا في الأماكن العامه وفي السمر في ليالي الصيف من خلال البلكونات ولم يعد الباب يقفل وكانني اعيش معها وتعيش معي في حجرتين يفصلهما شارع وكأنت امنيتي ان نستبدل الشارع بصاله. طلبت من اخيها المحامي ان نحدد موعد للتقدم لخطبتها وسط اعتراض امي لزياده وزنها واحتماليه عدم قدرتها علي الإنجاب 

ذهبنا الي منزل دبدوبه ورحب والدها ذات المنصب الكبير في المحافظة ولم يصدق نفسه ان بنته تقدم لها عريس صيدلي ولكنه طلب مهله للموافقه النهائيه بعد انتهاء العام الدراسي لها وقتها تم تعيين اخوها في النيابه وعند تجديد العرض للزواج بعد انتهاء الدراسه اخبرني والدها انها ستتزوج احد اقاربها. في المساء اخبرتها بما حدث ولكنها استغربت لان اكبر ابناء عمومتها ما زال في المرحله الثانويه. وطلبت مني التقدم ثانيه ولما رفضت لانني كنت متأكد من الرفض اغلقت باب البلكونه مع تمتمات غير مفهومه. وعدت الي المربع صفر حتي قابلت الدكتوره سميره التي حصلت علي الماجستير في الامراض الجلدية وفتحت عياده في منطقه شعبيه وقتها فكرت في. الزواج منها رغم جمالها المحدود وكبر سنها نسبيا حيث إنها مقاربه لي في السن فرحت سميره بمداعباتي البريئه لها اثناء العمل وافيهاتي المستتره عن طبيعه عملها وكنت أعرض عليها الادويه الخاصة بالرجال وكانت تناقشني فيها بكل جدية فلا حياء في العلم ولا الطب وطلبت موعد لخطبتها وبعد اسبوع ذهبت للعيادة ومعي عينات من الادويه ولقائها حتي اعرف رأي الأسرة في الزواج وكذلك عرض احدث المنتجات في سوق المنشطات الرياضيه علي مبدأ البخيل الذي ازسل اعلان للجريده ليشع ينعي ولده ويصلح ساعات. قابلتي بفتور غير معتاد واخبرتني انه تم تعيينها في كادر التدريس الجامعي وانني غير مناسب لوضعها العلمي الان ولكن علاقه العمل بيننا مستمره بمبدأ دي نقره ودي نقره. نزلت من العياده ومعي الحقيبه المليئه بالمنشطات ونظرت الي الحقيبه وقلت في نفسي ده طباخ السم بيدوقه. اشفق علي والدي من تلك التجارب المتكرره الممزوجه بالفشل وجلس معي ليخبرني انه اختار لي زوجه مناسبه لي

وهي ابنه احد اصدقائه ورغم تمللي من اقتراحه الا ان والدتي قالت كلمتها المتكرره في كل مره، جرب مش هنخسر حاجه وغالبا يا بني مش هتبقي اسؤ من اللي فات. ذهبنا الي منزل العروسه واسمها فاطمه تدرس في كلية الشريعه والقانون وكانت منقبه ولما كشفت عن وجهه احسست ان الشمس تشرق من جديد بعد ليل بهيم ولما تكلمت ادركت بالدليل القاطع ان صوت المراه عوره. ومع بسمتها انهارت كل السدود التي اعاقت حياتي كان المهر بسيط ومده الخطوبه قصيره ووافقت علي الاقامه معي في منزل العائلة وان تكون بمثابه ابنه لأمي التي حرمت من البنات، بعد الزواج حصلت علي عقد عمل في السعوديه واصطحبها معي وهناك التزمت في الصلاه وشجعتني علي دوام العمره والحج وأنجبت البنين والبنات وفي زيارتي لاسرتي في الاجازه جلست مع والدي وسالني عن العمل فاخبرته بابتسامه ذات مغزي اذا احببت شريكك في الحياه فلست في حاجه الي منشطات ولولا المشاكل الزوجيه لاغلقت شركة فيجو أبوابها من الصباح. ولما سالت والدي عن رايه في العلاقه بين الرجل والمراءه اجاب اجابه موجزه اختصرت ٤٠ عام من الحياه الزوجيه في ابتسامه لطيفه وبصوت خافت حتي لا تسمع والدتي، المراه تحتاج ان تعرف رجل واحد حتي تتعرف علي شخصيه الرجال

اما الرجل فلو عرف مليون امراءه فانه لا يستطيع ان يفهم المراءه التي ستاتي بعد المليون التفت حوله و استمر بصوت خافت يتكلم و ختم كلامه بقوله تصدق بالله يانجم يابني هي معايا بقالها اربعين سنه و لسه مفهمتهاش. 

تمت

نجم و مشوار

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار