الثلاثاء, أغسطس 5, 2025
الرئيسيةمقالاتنزيلات هاديس
مقالات

نزيلات هاديس

نزيلات هاديس..!! ]
الشاعرة و الأديبة و الإعلاميةابتهال بليبل ٠
” كان أبي شيوعياً
غرفته خالية.. إلاّ من وجعه
الساخن.. ومروحة (سقفية) يؤجّج
نسيمها جمر جراحه الطويلة
بينما سلكها الهاطل يدور.. جيئة
وذهابا.. يشبه مرور حرّاس سود.
ليلة رحيله عنها، همس
بكلام يشبه الخبز عن سجين ناحل
يعود بعد كلّ حفلة تعذيب.. يفتح الباب ويغلقه
ثم.. يصفع الحلم ويجثو على الاسمنت البارد.
كلمته الأخيرة قالها لاهثاً وهو يستنشق
الصدأ البعيد.. في كلّ ندبة
تصادر عن روحه الهواء.
( نص : كان أبي شيوعياً )
٠٠٠٠٠
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
في البداية عندما نتأمل الأدب العربي نجده متعدد الفنون قديما و حديثا ، و أثناء كتابة كتابي و نشره ( سقوط مملكة الشعر في الضحى ) بمثابة مدخل و مختارات لشعراء رحلوا في شرخ الشباب في الوطن العربي عبر عصور الشعر و قد حوى قرابة ٦٨ شاعرا ، قضوا نحبهم تحت سن الثلاثين ربيعا و تركوا لنا إرثا ًفريدا في ديوان العرب الخالد ٠٠
و كان من ضمنهم شاعرا لبنانيا وُلد في مصر و تنقل بين لبنان و مصر و عمل في التجارة و له شعر اجتماعي ينم عن فلاح تلك التجربة كما دواوينه إنه ( فؤاد بليبل ) ٠
و قد تذكرته منذ أن تعرفت على شاعرتنا المحتفى بها ( ابتهال بليبل ) ٠
مع عالم الشاعرة و الأديبة و الإعلامية اللبنانية / العراقية ( ابتهال بليبل ) من خلال صيرورتها مع فنون الأدب من منظور الفن و المجتمع و نظرية الجرأة و التجوال الحر في غير الالزام الفني حسب رؤيتها المتداخلة ٠٠
نمضي نفتش في إنتاجها المتنوع كي نكشف محطات مغلقة و غامضة من نهر العطاء ٠
و من ثم نجدها تقتحم الحياة بفكر الفيلسوف وروح المناضل و جمال العاشق في جرأة أدبية ، و ذلك من خلال معادلة الأدب النسوي المعاصر ٠
حيث تمضي بنا بين ظلال مفردات التعبير و التصوير و الإيقاع ، في بلاغة التشبيهات ، و في فضاء الاستعارات ، بمثابة مراة تعكس الواقع مع تحليق في الخيال لرسم لوحتها الفنية الفضفاضة بسحر الكلمات هكذا ٠٠

* و من نص : ( ساعة الغروب ) تقول فيه ابتهال بليبل :
أراني بمزاج سيئ/ مهيّأة هكذا لاجتياح العزلة/ واستيطان حرائقي، وكأنّني أضرم النار تحت الحرمل/ أبخر الكون.. / هذا الدخان، لي، ومسافة لذاكرة مكومة أنبشُ صمتها/ وأحزّ الذي يئنّ داخلي، بينما.. / أصابعي تقلب أوراقي ساعة الغروب/ لتأخذ الجزء الذي يحتويك .
نعم فهي شاعرة وأديبة إعلامية عراقية.
تكتب القصيدة بأنواعها القديمة و الحديثة لكنها تميل إلى النثر الشعري و الكتابات الفلسفية و الاجتماعية و السياسية في نزعة و رغبة خارج السطحية بل تغوص في نهر المتاعب تبحث عن الحقيقة كي تخلصها من اتون الصمت و الخوف معا ٠
و من ثم فقد اشتهرت بأسلوبها الجريء والموسوعي في كتاباتها، حيث تتناول مواضيع اجتماعية وثقافية بجرأة.

* نبذة عن سيرتها :
ابتهال بليبل شاعرة و أدبية و صحفية عراقية من جذور لبنانية ٠
تلقت تعليمها في المدرسة النسوية المختلطة ٠
درست في كلية الآداب قسم أعلام و صحافة ٠
مقيمة في مدينة بغداد ٠
عضو هيئة مجلس إتحاد أدباء العراق ٠
مدير تحرير ملحق المرأة الثقافي في جريدة الاتحاد الثقافي ٠
مسؤول الصفحات الثقافية في جريدة الصباح ٠
* أبرز أعمالها :
– جسدُها في الحمام: مجموعة قصصية.
– نيكروفيليا بشريط ملون: مجموعة قصصية.
– نزيلات هاديس: ديوان شعري.
– ديوان( غوآية اللآزورد ) ٠
– ديوان ( أنثى مسجلة ) ٠
– ديوان : (مائلات من ثقل دمعة ) ٠
و شاعرتنا رقيقة المشاعر، تتنقل بقلمها بين الشعر، المقال السياسي والاجتماعي، لتقدم لنا نصوص إبداعية دافئة، لبنانية الأصل عراقية الإقامة، لكن تحول الفضاء لم يشكل عائقا أمام تألقها الإذاعي والإعلامي ٠
* حيث تروي لنا :
عندما كنت في السابعة من عمري أشترك أنا وصديقتي بمجلة للأطفال اسمها ( مجلتي ) حيث أرسلنا صورنا وبعض الأسطر اقتبسنها من مجلة للكبار لزاوية (هل تعلم ) ولا أنسى يومها كيف قمنا بعمل مجلة مليئة بالرسومات والزوايا التي نقلناها من نفس مجلتي ، كان لنا عالمنا حيث كنا كل أسبوع نصدر مجلة من صنع أناملنا تكثر فيها رسوماتنا وانطباعاتنا عن حياتنا، ونشر لي عدة مساهمات في مجلة مجلتي وأنا لم أتجاوز الثمان سنوات، كنت دائما اكتب وأطالع، ولا أنسى كيف إنني كنت أصاحب كل من يمتلك مكتبة كي امتص ما فيها من كتب وخلال فترات دراستي الثانوية حصلت على عدة جوائز من خلال مشاركات مدرستي في المهرجانات الثقافية آن ذاك ، وعندما عملت في الإعلام كانت بدايتي هي إعداد وتقديم بعض البرامج الإذاعية منها برنامج (صدى الرؤيا ) الذي كان يعنى بتفسير الأحلام وفق الموهبة والقياس والأدلة الشرعية، وبعد ذلك اتجهت إلى ممارسة اتجاهي الصحيح وطموحي في الكتابة حيث تخصصت فقط في إعداد البرامج الإذاعية وقد أعددت ما يقارب ( 230 برنامج إذاعي ) حتى الآن، وبعدها الكتابة والنشر في الصحف المحلية والمجلات، إلى أن انتقلت للعمل كمحررة في مجلة الشبكة العراقية / قسم النصف الأحلى، وكل ما دونته طوال حياتي الماضية من قصائد شعرية ومقالات منها سياسي واجتماعي متنوعة احتفظ فيها إلى هذه اللحظة، وحالياً لدي ديوان قيد الطبع سيصدر قريبا بعنوان ( أنثى مستحيلة ) فقد وضعت فيه بعض ما أمتلك من قصائد شعرية، في نهاية أسطري هذه أحب أن اذكر بحقيقة وهي إنني لم أدخل عالم الإبداع حتى الآن ..

و من قناعتها مع هذه الثلاثية تعريفا حول ( التجربة – الكتابة – الصداقة ) تفسر لنا تلك المفردات في جرأة ٠٠
* التجربة: هي كالوشم على جسدي لا يمحي آثره السنين ..
* الكتابة: هي سماع الأصوات الداخلية ، هي كالسلاح ، لكنه سلاح يسمح بالرجوع ليس كالرصاصة التي ترفض الرجوع والخروج من الجسد ، أنه السلاح الذي ينادي دائما بالسلام وليس السلاح الذي ينادي للدمار ، أنه سلاح الحب والانتماء سلاح الغريب عن دياره ليتدثر بالذكريات فوق سطوح أوراقه ..
الكتابة عند ابتهال حريتها فراشها الأبجدي ، وحروفها نبضها ، دمها حبرها ، عكازها قلمها ، الكتابة هي التي صنعت ابتهال وشكلتها ، هي طوفانها وعنفها حزنها وصمتها وعشقها ومحراب روحها ،جعلت ابتهال قديسة بين أحرفها ، وبائسة أحيانا تكون ، لأنها تشعر أنها أسيرتها وسجينتها حتى نهايتها …
* الصداقة: كالجمرة في يداي ٠

وفي نص بعنوان (جرائم أنثوية) تقول الشاعرة ابتهال بليبل :
” أي عالم يطاردني هذا
و رأسي مقبرة لأموات بلا أكفان
الأكفان بين ذراعي المقيدة بسلاسل لامرئية
أميل قليلاً على الزجاج البوهيمي
وجهي الذي بلا ملامح
يلفظني مصفرة من حياة عارفة أنَّ
السعالَ لم يعد يأمنُ فيها من التهابات القفص
الصدري ، أو يصدق طبيباً يداعب أثدائي بحجة الإمساك
بفيروسات تركل صدري عند التنفس ” ٠
و نختم لها بخلاصة تجربتها مع السرد الشعري في قالب التجديد فتقول :
وبقدرتها على التخطي والتجاوز لما تشاهده ساحات التجريب الشعري هذه الأيام.
وفي نص بعنوان (سجون للرقص)
تقول الشاعرة ابتهال بليب :
” في المحيط الهائج بالأغنيات الحائرة
كان الفستان المصنوع من الحرير، بلون أحشائي الراكدة في نسيان لاينتهي….وكنت أبتكر مشهداً لايسرع إخفاء الوجوه اللامعة
بحقيقة المنهمك في ألعابه
مع الأقنعة الغارقة ” ٠

هذه كانت قراءة سريعة في عالم الشاعرة و الأدبية و الإعلامية ابتهال بليبل التي اقتحمت واحة الثقافة من نافذة الفنون الجميلة و سحر إلقاء الكلمة عبر الأثير و بين بلاط صاحبة الجلالة السلطة الحرة – الصحافة – كي تنقش صدى أفكارها و نبض مشاعرها في صدق دائما ٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »