الجمعة, أغسطس 8, 2025
الرئيسيةمقالاتنماذج من النجاح ثم الفشل
مقالات

نماذج من النجاح ثم الفشل

نماذج من النجاح ثم الفشل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلي اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد إن من أهم الأمور المطلوبه من بني آدم هو التعلم، وذكرت المصادر أن هناك حالتان لمدرستين ثانويتين تجديديتين، تعرضان لنا نماذج واقعية في النجاح ثم الفشل وهي مدرسة لورد بايرون، ومدرسة بلو ماونتن الثانوية في أونتاريو بكندا، وإن فشل المدرسة في المحافظة على شخصيتها التجديدية يعود إلى مشاكل متنوعة منها تعاقب القيادة، حيث تنسب التغيرات الجديرة بالإهتمام عادة إلى قادة مجددين ذوي شخصيات آسرة، يستطيعون جذب أشخاص ممتازين إليهم ويوجدون تصورا، ويرسخون التزاما وولاء، وبكلمات مختصرة.

كما جاء على لسان أحد المعلمين، فقد كان أول مدير للمدرسة شخصية متعبة لمن يجيء بعدها، وكما يجب إنتقاء الهيئة التعليمية والمحافظة عليها، حيث تبدأ المدارس الجديدة بنخبة منتقاة من المعلمين، فتكوّن تلك النخبة الرؤية الأولى وتشكل الثقافة التأسيسية وتشعر بخصوصيتها، ولقد ترك بعض أحسن المعلمين مدرسة بايرون في الآونة الأخيرة للقيام بأعمال قيادية في أماكن أخرى، ونادرا ما حمل من تم تعيينه بعدهم من المعلمين نفس الإلتزام بفلسفة المدرسة، وإنتابت هؤلاء الحيرة بسبب التذكير الدائم بعصر المدرسة الذهبي، ولعل مشكلتهم تكمن في أنهم قد إنجذبوا للصورة السطحية عن إستقلالية المدرسة عن سلطة إدارة التعليم، فكان من نتيجة ذلك أن أصبحت الهيئة التعليمية الأصلية منفصلة عن القادمين الجدد أو الغرباء، وفي تلك الأثناء.

وبسبب تقدم المعلمين الأصليين في العمر، بدأت طاقتهم وحماسهم للتغيير يتلاشيان، ومما أدي إلي الفشل أيضا هو الحجم، فعندما إزداد عدد طلاب مدرسة بايرون، أصبحت المدرسة أكثر بيروقراطية، ونمت الإنقسامات بين الأقسام، كما نمت بين معلمي الصفوف والمعلمين المساعدين، وبين رؤساء الأقسام ومعلمي الصفوف، وبين المعلمين والإدارة، وقد أخلى المجتمع المدرسي الخاص والصغير الساحة لصغائر المشاجرات، وأثناء مرحلة تراجع التسجيل الطلابي في المدرسة، تم إجبار المعلمون الجدد الأقل قوة على مغادرة المدرسة، وكثر الجدل حول من سيغادر المدرسة ومن سيبقى، وكما أن مما أدي إلي الفشل هو الإدارة التعليمية وإتجاهات سياستها حيث حصلت مدرسة بايرون في أيامها الأولى على دعم خاص من إدارة التعليم تمثل في نصابها من القيادات.

وفي السماح لها بتجاوز الأنظمة في إجراءات التوظيف، ومع مرور الوقت أخذت الحكومة المحلية في تضييق متطلبات المناهج والنظم مما أجبر إدارة التعليم ومدرسة لورد بايرون على النزول إلى مستوى المدارس الثانوية الأخرى في المنطقة، وقد تبدأ المدارس التجديدية على هيئة جزر داخل المحيط العام للمنطقة وأولويات سياستها العامة، ولكن المد القادم بالتغييرات السياسية يؤدي الى إغراق تميزها في نهاية الأمر، ومما أي أيضا إلي الفشل هو دعم المجتمع في الأوضاع التجديدية، حيث تكون تصورات التربويين عن المدرسة الجيدة في تضاد مع فكرة المجتمع عن المدرسة الحقيقية، فقد سعت مدرسة بايرون إلى التغييرات الجديدة قبل أن تتعزز التجديدات الأولى، فعلى سبيل المثال، أثار وقت الطلاب غير المنظم في جدول في مدرسة تتكون من تسعمائة طالب.

أثار القليل من المشاكل ولكن عندما توسعت المدرسة إلى ألفان ومائة طالب، أصبح من الصعب مراقبة الوقت، وأدت المشاكل السلوكية الناتجة عن ذلك إلى سمعة سلبية، وإلى ردة فعل عنيفة من المجتمع، وقام كثير من أولياء الأمور بنقل أبنائهم إلى المدارس الأكثر تقليدية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »