ادب وثقافة

هامش في مهزلة

جريدة موطني

هامش في مهزلة وعبثية العقل الاجتماعي

محمد خير الهواري

إن الأشخاص يتحدد وجودهم بأفعالهم التي تمثل هويتهم وماهيتهم والتي هي كيانهم ..

ولكن الإنسان مذ وجد وجد مع الآخر فلا بدَّ لتلك الأفعال أن تتبلور في شكل أدوار أو وظائف نخرج بها نحو الآخر أي تخط تحت مسمى اجتماعي ما .

إن الشخص منا لديه جملة من الممكنات أن يكون ( أب / أم – مربي – ربان – قريب – صديق … الخ ) ، ولكن هذه الصفات المحمولة على الموضوع والذي هو الإنسان ..

ليست مجرد كلمات بل هي بجوهرها تصرفات وأفعال إنها أدوار اجتماعية قرابية كانت أم وظيفية ..

ولكن السؤال هل لمجرد نيل الشخص بالمسمى الاجتماعي ( القرابي كان ام الوظيفي ) كما ذكرنا ، يكون قد استحق ذلك صراحةً .. واصبح فعلاً هو كذلك ؟!

فهل يمكن مثلاً أن أصف الشخص بالأب على سبيل المثال إن كان لا يقوم بدوره بالمعنى الواقعي الحقيقي للكلمة من تصرفات تحدد وجوده وتحقق الصفة وتنقلها من كونها مفهوم مجرد إلى أن تصبح لها وقعاً وأثراً مشخص ؟!

، وهل يمكن أن أصف الشخص بالقريب إن لم يكن ملتزماً بما تنطوي عليه الكلمة من معنى وخصال ، وهل يمكن ذلك للصديق إن لم يكن بفعله صادقاً صدوقاً وفياً لمن صادقهُ … ؟!

أليس من السخف والعبث أن أسمي من يلبس ثوب ربان السفينة بالربان فقط لزيه .. وهو غير قادر على تحريك المقود ولا على المضي قدماً بسفينته ؟! ..

أليس ومن السخف أن تظل الصفة قرينة بهِ ؟!!! ..

لذلك وحسب ما عبر الفيلسوف الصيني كونفوشيوس من لا يلتزم بالصفات المبطنة التي يحملها الاسم يسقط عنه ذلك الاسم .. ( أي ) لا يعود له الحق بذلك المسمى لأنه لم يحقق منه شيئ يثبت جدارته وأحقيته بذلك المسمى أو الدور ” الاجتماعي ” .

وعلى غرار الفلسفة المصرية من لا اسم له لا وجود لهُ لأن الاسم وجود ومن لا يحقق هذا الاسم على أرض الواقع بطريقة فعلية فلا وجود له …

أي لا قيمة للموضوع ” الإنسان ” إن لم يكن محققاً لمحمولاته ” صفاته وأدواره ” .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار