هذا نداء بطعم الموت يلتصق
قدر الحسين
الى روح صديقي الشاعر الراحل مروان عادل حمزة
جاسم العبيدي
هذا نداء بطعم الموت يلتصق
وذاك سيل بحزن الماء يندلق
عمر به الناس ماانفضواوقد
زحفوا يقارعون ظلام اليل فاستبقوا
تلك القدور وزحف القوم ما انقطعت
عن المسير بدرب الصبر واتفقوا
يردد القوم بوحا انهم شبعوا
لانهم في حداء القدر قد علقوا
قدورهم رتقت بالنور فارتفعت
نيرانها فهي قلب نوره الشفق
ليطعم الناس يامن طعمه عذب
جمعا من القوم سباقا لمن سبقوا
يستنهضون رجالا وهي تحرسهم ب
ودمعهم في بكاء العين ياتلق
كلوا فهو مهر الدم نسرجه
وطعمه من رحيق الهال ينبثق
مرت عليه جروحا امطرته دما
فصار لحما طريا كله ودق
غذاؤه شعلة للروح ما فتئت
تعطي مواكبه عشقا لمن سبقوا
عيونهم في قدور الطبخ عالقة
كانهم في حجار القدر قد علقوا
جباههم من سخام القدر قد رسمت
كانهم من سخام القدر قد خلقوا
قلوبهم اشعلت تحت القدور وقد
ظلت بنيرانها النيران تنفلق
اذ يكشفون لمن مروا مظالمهم
باسم الحسين فما ملوا وما زهقوا
نيرانهم اوقدت صمتا ومكرمة
للعاشقين بدرب الزحف اذ دفقوا
ليسوا جياعا ولكن ظمهم حلم
ان ياكلوا كلما مروا وما ابقوا
عربا كراما وما في جمعهم فرق
وقد اداروا جدور الطبخ واتفقوا
قد اطلقوا صرخة العباس تحرسهم
وحملوا عمرهم جهدا به انطلقوا
ساروا باقدامهم غرا بلا تعب
من المسير فما تاهوا وما افترقوا
مستانسين دروب الحق يجمعهم
درب المسير فما ملوا وما علقوا
يشكون , يبكون دمع العين يؤنسهم
حتى استقروا عيونا ما بها حدق
كانهم رسل مروا بلا وجل
قدورهم في يد العباس تنطبق
خيامهم كالفضا مفتوحة وهم
يستانسون بمن مروا ومن لحقوا
هذا الحسين وهذا دربه كلف
من يسلك الدرب يبقى قلبه عبق
هذا بن بنت رسول الله قد علقت
فيه السهام فضج الكفر وافترقوا
جاروا عليه فصاروا كلهم حطبا
للنار حتى بجرم القتل قد نفقوا
لم يبق منهم يد مدت لمقتله
الا ثوت في جحيم النار تنسحق
اسودت وجوههم حتى كان بها
حرارة النارفي الاجساد تخترق
يا امة قاتلت داع لها فثوت
اجيالها في لهيب النار تحترق
ظلوا الطريق وكان الفسق يجمعهم
واستانسوه بما جاروا وما نطقوا
حتى السماء بكت والارض ماهدات
من هول ما شهدت قتلا بمن لحقوا
دارت بهم دورت الافلاك وانطبقت
على وجوه كئيبات وقد سحقوا
ظنوا بانهم الباقين في سرر
وانهم طمسوا حقا بما اعتنقوا
لكنه السر في القران قد نزلت
اياته محكمات سرها الفلق
قد قالت الحرة الحوراء قولتها
لن تطمسوا ذكرنا مهما علا شفق
فليفخر القدر منذورا لهم كرما
لانه من دروب الخير يختلق
ياخبزة اغرق التنور دمعتها
حتى هوت في لهيب النار تحترق
امي بكت حين ظنت انها احترقت
من كف حاملها العباس تنزلق
كانت تقول لنا والنار تشعلها
في سابع المجد يوم جله عبق
توزع الخبز والريحان تمنحه
جل البيوت وهم في طعمه ااتلقوا
ياشربة ظمها العباس في يده
تلونت في دماء الكف تلتصق
ظلت تدور على الاحياء تطعمهم
حب الحسين فما تاهوا اذ اعتنقوا
جدر الحسين لمن لبوا النداء هوى
واستطعموه بكل الفخر وارتزقوا
سر القدور بان تبقى على صلة
بالطابخين وهم من خيرها انفلقوا
وقد احاطوا بها يروونها قصصا
للسائرين وهم في قعرها التصقوا
لا جائرين ولا من بينهم نزق
به استجاروا فما جاروا وما سرقوا
للقدر ظلت جباه تستقر به
تستانس الخير سباقين من سبقوا
قدر تدور به النيران قد لهبت
لحومهم فاستوت في النار واعتلقوا
واستنهضوا حمما في القدر طافحة
تدور دورتها دهرا بمن وثقوا
يستطعموه جياعا كلما ذكروا
ظلت عيونهم في القدر تعتلق
هموا الى القدر طعم الشوق يجمعهم
مستانسين لمن بالرحب قد نطقوا
تزاحموا فالحسين اليوم يجمعهم
في خبزة الخير يازواره اتلقوا
هذا نداء بطعم الموت يلتصق