هل نشأت الجامعه من أجل الطالب ام من أجل الدكتور
هل نشأت الجامعه من أجل الطالب ام من أجل الدكتور
فهيم سيداروس
لقد قرأت حوار وأستنبط منه هذه المفاضلة ولكني سأصيغها بصورة تساؤل
من أفضل أن يكون في خدمة الإخر
الطالب، الدكتور، الجامعة؟
أحب أن أنوة إن كلا من أستاذ الجامعة، والموظف في خدمة الطالب، فلولا الطالب لما كان الأستاذ ولا الموظف.
ولهذا ينبغي علينا – أساتذة وموظفين – أن نؤدي الرسالة بحقها تجاه من هم سر وسبب وجودنا الوظيفي.
هذا لا يعني التقليل من قدر ومكانة الأستاذ، أو الموظف، فرسالتهما سامية وعظيمة، ولما لا؛
وهما يصنعان المستقبل، ولهذا عليهما أن يؤديا رسالتهما تجاه الطالب بتواضع وحب وحنو، وألا يشعرا الطالب بأنهما متفضلان عليه…
فلولا الطالب لما كان الأستاذ والموظف…
إن رأي المتواضع يتلخص في:-
أي منظومة في الدنيا تكون متكاملة وجميع مكوناتها هام ولا غنى عنه ولا أحد يفضل الباقي،
فالجامعة
بدون أستاذ عالم لا قيمة لها؛
بدون إداريين وعمال وفنيين تكون ناقصة لا تكتمل؛
بدون طالب لا هدف لها، وحتى المبني، والأدوات الجماد وسائل هامة وضرورية بدونها لا يكتمل العمل، وعليه لا يمكن القول بأن أحدهم أهم من الباقين، كل هذا بشرط أن يسود الإحترام والتقدير بين الجميع…
العلماء ورثة الانبياء لذا ورثوا العلم والمكانة.
والاستاذ لا ينسى أنه ينقل للطالب علم وسلوك وأخلاق، ولا ينسى أنه رب سامع أوعى من ناقل، فمن بين الطلبة أستاذ الغد ، وعالم قد يتجاوز معلمه علما، فيجب أن نرعاة ونؤسسه كما ينبغي.
والإداري والعامل والفني والادوات والمبنى شركاء في نجاح المنظومة وبدونهم لا يكتمل المعمل على الوجه المنشود وقد يفشل، لذا فهم مكملين للمنظومة وليسوا خادمين لها.
معنى الأستاذية فى مصر تضاءل حين الغيت كراسي الاستاذية للعمداء و اصبحت لقبا يمنح لمن يستوفى بعض الورقيات و ليس مكانا رفيعا لا يمنح الا عند خلوه من العالم الذى يشغله …..
كانت جامعاتنا من افضل الجامعات فى العالم و كان الطلبة يأتون اليها من كل انحاء العالم و كانت واحة للحريات العلمية و الاكاديمية و الثقافية..
لكن للأسف هى الآن اقرب للمدارس او السناتر ….
مذكرات و اعداد ضخمة و شهادات تمنح لا علاقة لها بسوق العمل …… أتمنى ان تكون الجامعات الجديدة افضل حالا و اقرب شبها الى الجامعات التى رأيناها بالخارج حيث كل شئ يدور حول العلم و الحرية..
ج سأضرب مثالا عمليا وقاطعا للحكاية برمتها
اتذكر ذات يوم كنت اجلس مع مشرفي الانجليزي في بريطانيا، وكان عميدا للكلية، وكنا نتناول شطيرة الغذاء على تربيزة في مول الجامعة،
وسط حديثنا لفت نظري قدوم السيدة التي تنظف
مكاتبنا بالمكنسة حاملة صينية غذائها وجلست في الجهة الاخرى من الطاولة التي نجلس عليها!
الغريب ان الموضوع جذب انتباهي كشخص قادم من مجتمعات فيها التقسيم والطبقية على اشدها، اما المشرف عميد الكلية فقد رد عليها التحية بابتسامة رقيقة وواصل الحديث معي، فلم يشغله جلوسها معنا
هل نشأت الجامعه من أجل الطالب ام من أجل الدكتور