مقالات

هنا نابل / الجمهورية التونسية

جريدة موطني

هنا نابل / الجمهورية التونسية
✍️ بقلم: المعز غني

هنا نابل / الجمهورية التونسية

▪︎ دقّت طبول الحرب… فهل دفنا السلام إلى الأبد؟ ▪︎

دقّت طُبول الحرب وقد بدأت …
وإنكشفت الوجوه الكاذبة وسقطت أوراق التوت الأخيرة عن جسد الإنسانية العاري.
ضَاع السلام بين إنسانٍ وإنسان …
أيُّ زمنٍ هذا الذي بتنا نخاف فيه من القريب قبل الغريب؟
أيُّ عالمٍ نعيش فيه حيث الطفل يُقتل قبل أن ينطق بكلمة “أمي”، والشيخ يُدفن تحت أنقاض بيته ، دون حتى أن يودّع أحفاده؟
لقد أنكسر ميزان الرحمة ، وتحطّم وجدان الأرض.

بالعِلم … يا لَلسخرية!
كم من دولة اليوم صنعت مجدها فوق رُكام الشعوب ، وبالعِلم لا تُزرع الحقول ولا تُبنى المدارس ، بل تُصنّع الأسلحة وتُجرب القنابل وتُبيد القرى كما تُباد الحشرات …!
قنبلة تزن أطنانًا ، تُلقى على مدينة لا تزن في ميزان العالم جناح بعوضة.

غزة … أيتها المدينة المتعبة من كل شيء حتى من التنفس ، ماذا فعلتِ سوى أنكِ أردتِ الحياة؟
لم تجدي شيئًا من المجد الغابر …
ذاك الذي كانوا يتغنّون به في كتب التاريخ حين كانت الكرامة سيفًا ، والحق درعًا والمروءة موقفًا.
أين أنتم يا من ورثتم العروش ولم ترثوا الشرف؟
أين صوت العرب؟
بل أين صمتهم؟

كل يومٍ ، يُصدمنا العالم بمجزرةٍ جديدة ، وكأننا نعيش فيلمًا عبثيًا لا نهاية له.
نحترق ، فلا تصل رائحتنا إلى أنوف القابعين في قصورهم
نصرخ ، فلا يسمعنا أحد …
فحتى الصوت بات يحتاج إلى ” تأشيرة عبور “!

ما الذي يحدث؟
هل كُتب على هذه الأمة أن تموت واقفة؟
هل أصبحنا مجرد أرقامٍ في نشرات الأخبار؟
أين الضمير؟
أين الإنسانية؟
أم تراها ماتت كما ماتت كل القيم؟

إنني أكتب هذه السطور ، لا لأرسم أملاً مزيفًا ، ولا لأُجمّل واقعًا مشوّهًا ، بل لأصرخ كما يصرخ كلُّ من لا زال يحمل في قلبه ذرة حياة:
كفى !
Basta …
كفى لهذا العبث ، كفى لهذا الصمت ، كفى لهذا الموت الذي يُباع بالمزاد العلني في أسواق السياسة …!

إلى متى؟
إلى متى نبكي غزة ، سوريا، العراق، اليمن، السودان وأخيرًا إيران …؟
إلى متى نعدّ الشهداء ولا نحفظ أسماءهم؟
إلى متى نحيا وكأننا لا نملك أعينًا ولا قلوبًا ولا نخوة؟

لقد تعبت الروح …
سئمت الكتابة ، وسئمت الدعاء وسئمت الإنتظار .
لكن ما زلت أتمسّك بخيطٍ رفيع من الإيمان ، أن شمس العدالة وإن تأخّرت ، قادمة لا محالة ، وأن الحق وإن كبا سيقوم من تحت الرماد كالعنقاء …
لقد دقت طبول الحرب ( العالمية الثالثة ) ورجال الساسة في سبات عميق ../.


هنا نابل / الجمهورية التونسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى