هنا نابل | بقلم المعز غني
🚫 أعياد لا أصل لها في ديننا 🚫
بين ثوابت الشريعة ومحدثات العادات
في زمنٍ تسارعت فيه الخطى ، وتداخلت فيه الثقافات ، وأصبحت المفاهيم تُنقل دون تمحيص ، بات من الواجب على المسلم أن يقف وقفة وعيٍ وبصيرة ، يُميّز فيها بين ما هو من صميم دينه ، وما هو دخيل عليه بإسم التطور أو المجاملة أو “مجاراة العصر .
فالدين الإسلامي ، الذي أكتمل بنصّ القرآن وخُتم بسنة النبي ﷺ، لم يترك أمر العبادة ولا الشعائر ولا الأعياد سُدى ، بل ضبطها بضوابط محكمة ، صيانةً للعقيدة وحفظًا للهوية .
🔹 الأعياد في الإسلام: توقيف لا إجتهاد
الأعياد في الإسلام توقيفية ، أي لا تُشرع إلا بدليل صحيح من الكتاب أو السنة.
وقد ثبت أن للمسلمين عيدين لا ثالث لهما: عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما من أعياد متكررة تُتخذ على وجه التعظيم والاتفال فهي من محدثات الأمور ، مهما حسُنت نوايا أصحابها.
❌ عيد الحب
عيدٌ وافد ، أرتبط بثقافة غربية لا تمت إلى قيم الإسلام بصلة ، يقوم على معانٍ مختزلة للحب ، ويُروّج لمظاهر تخالف الحياء والضوابط الشرعية .
وقد قال الشيخ إبن عثيمين رحمه الله :
“عيد بدعي لا أساس له في الشريعة”
فالحب في الإسلام قيمة سامية ، تُترجم بالأخلاق ، والوفاء ، والمسؤولية ، لا بيومٍ عابرٍ وشعاراتٍ جوفاء .
❌ عيد الأم والأسرة
تكريم الأم في الإسلام عبادة دائمة لا تُختزل في يومٍ واحد .
برّها واجب في كل حين ، وقد جعل الله رضاها من رضاه .
قال الشيخ إبن باز رحمه الله :
“تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور…”
فكيف نُقزّم مكانة الأم التي أوصى بها النبي ﷺ ثلاثًا ، في مناسبة سنوية عابرة؟
❌ الأعياد الوطنية
مع ما تحمله الأوطان من قيمة في النفوس ، إلا أن تحويل المناسبات الوطنية إلى أعياد متكررة يُضاهي الأعياد الشرعية ، يدخل في باب التشبه بغير المسلمين .
وقد نبّه الشيخ إبن باز رحمه الله إلى خطورة هذا المسلك لما فيه من مخالفة الهدي النبوي .
❌ عيد المعلم وقبول الهدايا
مكانة المعلم محفوظة بالتقدير والإحترام الدائم ، لا بيومٍ مخصوص يُسمّى عيدًا .
وقد جاء التحذير من جعله مناسبة احتفالية ، لما في ذلك من إحياء بدعة ، حتى وإن كانت النوايا حسنة .
❌ أعياد الميلاد وعيد الزواج
هي مناسبات شخصية ، تحوّلت مع الزمن إلى طقوس إحتفالية متكررة ، تُشابه الأعياد الشرعية في صورتها ومظاهرها .
وقد بيّن العلماء أنها من البدع المحدثة التي لا أصل لها في الدين.
❌ الكريسماس ورأس السنة
المشاركة في أعياد غير المسلمين ، مهما كان شكلها أو دوافعها ، تمسّ أصل الولاء العقدي .
قال الشيخ إبن باز رحمه الله :
“لا يجوز للمسلم مشاركة الكفار في أعيادهم”
فالعقيدة ليست مجاملة ، والهوية لا تُساوم .
❌ المولد النبوي
محبة النبي ﷺ لا تُثبت باحتفالٍ لم يفعله هو ولا أصحابه ، وإنما باتباع سنته ، والاقتداء بهديه ، ونشر أخلاقه في الناس .
فالخير كل الخير في الاتباع ، والشر كل الشر في الإبتداع .
🔹 الميزان الشرعي
يضع لنا النبي ﷺ القاعدة الجامعة :
« من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »
ميزانٌ عادل ، لا يُقاس فيه العمل بكثرة فاعليه ، ولا بحسن نواياهم ، بل بمدى موافقته للشرع .
✨ وأخيرا وليس آخرا
لسنا ضد الفرح ، ولا ضد الشكر ، ولا ضد التعبير عن المشاعر ، ولكننا مع المنهج الصحيح الذي يحفظ للدين نقاءه ، وللمسلم هويته .
فالالتزام بالسنة ليس تشددًا وترك البدع ليس جفاءً ، بل هو وفاء للعهد الذي أخذه الله على عباده أن يعبدوه كما شرع ، لا كما أستحسن الناس .
والله أعلم.
بقلم: المعز غني
عاشق الترحال وروح الاكتشاف

