
هنا نابل همسات فايسبوكية
بقلم المعز غني
الموت ليس شرًا … وإنما الفراق هو الذي يُبكينا ويحمل في طياته الحزن والحنين ويعبر عن فلسفة الموت والفراق أعز الناس
عجيبٌ أمر الناس حين يذكر أحدهم الموت ، فتراهم يتعوّذون ، ويقولون : “بعد الشر” وكأن الموت طعنَةٌ غادرة ، أو لعنة يجب النجاة منها.
لكن الحقيقة التي لا مناص منها ، أن الموت ليس شرًا بل هو بابٌ نعبر منه إلى الحق ، هو اللقاء المنتظر مع من خلقنا وسوّى أرواحنا ، هو نهاية التعب وبداية الراحة.
الموت لا يُخيف إلا من خاف أن يلقى ربّه بصحيفةٍ سوداء ، أما من عاش بقلبٍ طاهر ، ونفسٍ مطمئنّة فلا يخشاه، بل يتشوّق إلى وجهٍ كريم وإلى رحمة لا تنضب.
الفراق هو ما يمزّق القلب ونحن لا نحزن على الميت لأنه مات ، بل نحزن لأننا بقينا بعده ، نحزن لأن الكرسي الذي كان يشغله خاوٍ ، لأن صوته لم يعد يُسمع ، لأن دعواته، وضحكاته ، ونظرته المطمئنة صارت ذكرى.
أمي، وأبي رحمهما الله وطيّب ثراهما.
ما زال الليل يطول حين أتذكركما ، وما زالت دموعي تخونني حين أشتاق إليها ، لكن عزائي الوحيد أنكما بين يديّ من هو أرحم بكم منّي.
يا رب ، كما جمعتنا بهم في هذه الدنيا ، إجمعنا بهم في جنّتك ،
وأجعل قبورهم نورًا ، وأرزقنا الصبر والسلوان على فراقهم ، وأحسن ُ خاتمتنا وألحقنا بالأنبياء والصالحين والشهداء بدون حساب ولا سابق عذاب يارب العالمين.
هنا نابل همسات فايسبوكية
فما أقسى أن نعيش بعد الأحبّة ، وما أهون الدنيا حين نفهم حقيقتها.
الموت؟
لا ليس شرًا ، هو الحقيقة التي تهزّنا، لتوقظ قلوبنا من غفلتها …
لكن وحده الفراق هو الذي يُوجِع الروح.