
هنا نابل ڪُن عنوانًا للجمال..
بقلم المعز غني
في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات ، ويعلو فيه صدى الضجيج على همس الفضيلة ، يبقى الإنسان الجميل بأخلاقه نغمةً نادرة في سيمفونية الحياة الصاخبة.
الجمال الحقيقي لا يُقاس بمقاييس الوجوه ولا يُحدّد بألوان العيون ، إنما يكمن في رُقيّ الأخلاق ونقاء القلب ، في نقاء الروح التي لا تشوبها شائبة الحقد ولا يعتريها غبار الكبر.
ڪُن عنوانًا للجمال بأخلاقك لا بصورتك.
أجعل من معاملتك للناس مرآة تعكس سموّك ، ووردةً تنثر عبيرها في كل مكان تطأه قدماك فليس الجمال أن تكون ملفتًا للأنظار، بل أن تترك في قلب من يُصادفك أثرًا لا يُمحى وذكرى لا تُنسى.
ڪُن كالورود ، لا تتكلم بل تهمس للجمال بحضورها.
ڪُن كالمطر ، لا ينتظر الشكر ينهمر على اليابس قبل الأخضر ويهب الحياة لكل شيء حوله ثم يمضي بهدوء.
الناس لا ينسون من منحهم شيئًا من الطيبة ، من قال لهم كلمةً طيبة في لحظة إنكسار ، من نظر إليهم بعين الرحمة حين ضاقت بهم الدنيا.
ڪُن أنت … من تُطمئن به النفوس ، من يرتاح له القلب ، ومن يُصبح وجوده نورًا لا يُطفأ وصوتًا يُعيد للقلوب إتزانًها.
في عالمٍ يحترق بالتنافس والسرعة ، كُن البُرد والسلام.
في زمنٍ تتغير فيه الوجوه وتتبدل فيه النوايا ، كُن الثبات والنقاء.
لا تنتظر من الناس جزاءً ولا شكورًا ، فعمل الخير لا يُقاس بردّ الجميل إنما بقيمة ما تزرعه في الأرواح من أمل ، وفي القلوب من طمأنينة.
أفعل الخير وأمضِ ودع الكلمة الطيبة تمضي في طريقها قد تصنع يومًا سعيدًا لأحدهم دون أن تدري ، وقد تُرجع نفسًا من على حافة الانهيار إلى الحياة.
ڪُن طيبًا … لأن الطيبة لا تُفنى.
ڪُن نقيًا … لأن النقاء لا يُشترى.
ڪُن سببًا في فرح أحدهم ، فقد تُكتب لك دعوة تُنير طريقك حين يعتم عليك الزمان.
ڪُن بسيطًا ، مُتواضعًا ، متسامحًا … فالأرض التي تبتلع الأذى تُنبت الزهر.
إلى كل من يقرأ هذه الكلمات الآن:
طاب صباحكم بنقاء قلوبكم ، وسكون أرواحكم.
إجعلوا نهاية أسبوعكم محطة للراحة ، للتسامح ، لإعادة ترتيب الفوضى الهادئة في دواخلكم.
تذكروا أن الحياة قصيرة ، فلا تضيّعوها في ضغائن ، ولا تهدروا أرواحكم في إنتظار ما لا يأتي.
هنا نابل ڪُن عنوانًا للجمال..
كونوا عناوين للخير ، للصدق ، للسلام …
كونوا من أولئك الذين إذا حضروا أناروا ، وإذا غابوا إشتاقت إليهم الأرواح …
كونوا جمالًا لا يزول ✿