
هو جرحي
________
غَرِّبِي في عمقِ جُرحِي …
و احذري منهُ قليلاً ، و اجعليهِ
يَنزِفُ العشقَ كثيراً
بعدَ حِينٍ قَبِّليهْ …!
غرِّبِي فيهِ بعمقٍ
أنتِ دوماً عَمِّقِيهْ …
لِيَكُنْ جرحي ، كبحرٍ ، كعيونٍ
هي عيناكِ ، وجفنٍ ، أنتِ فيهْ
غرِّبِي فيه رويداً و اغمريه.
ثم روحي…
شَرّقِي فيهِ كثيراُ
في سماكِِ ، ومداكِ ، في مساكِ مثلَ بدرٍ احضنيهْ…
غرّبي …
فيهِ دروبٌ تتلوَّى …
و وريدٌ
يسألُ الأجفانَ عنكِ
في مساءٍ وصباحٍ
مثلَ فجرٍ مُقْمِرِ العينينِ سِحْرَاً
مثلَ نورٍ ترجفُ فيهِ السَّواقي …
بالمآقي ، ارشفِيهْ
غرِّبِي عُمقاُ عميقاً
حيثُ أنتِ ، حيثُ كُنتِ
حيثُ تبقينَ بقلبي
قمراً حُلوَّاً نَديَّاً
مثلَ هاتيكَ السَّماءِ….
تتِّكي صبحاً عَليكِ
فتجنُّ ، وتحِنُّ لمساءٍ
رائعٍ حُلوٍّ لذيذٍ
فاكْتَريهْ ، و انشريهْ
غرِّبِي من خلفِ جُرحي
من أمامٍ و وراءٍ
مثلَ ظِلٍّ ، يسألُ الصبحَ جفوناً
راحتِ الَّليلَ تُغنِّي
و بهمسٍ فيكٍ حلوٍّ …
أنشدِيهْ…
هوَ جُرحِي منكِ أجفانٌ ورمحٌ
وسيوفٌ تجرحُ الأفقَ فيَدْمَى …
و دِماهُ تشهقُ …
في كلِّ روحٍ
و يزُخُّ مثلَ زخٍّ لشتاءٍ ، في عيونٍ ، أدفئيهْ…
غرِّبِي في عمقِ جُرحِي
ثُمَّ كونِي مثلَ قمحٍ ، أو كملحٍ وبنارِ الشَّوقِ فيكِ ، أَلهبيهْ
جفنُ عينيكِ نزيفِي
آهِ ما أحلى نزيفاً
يشعلُ النارَ بقلبي ، مثلَ خمرٍ
بجرارٍ عَتِّقيهِ ، واشربيهْ
هي أنتِ …
كُلُّ ما فيكِ جراحِي
أنت أهدابُ غَداتِي و رَواحِي
سكنَتْ فِيَّ وغنَّتْ
مثلَ ريحانِ فؤادي ، لَوِّنِيهْ ..
هُوَ جُرحِي …
عمقُكِ الغالِي عَليّ
فارحلِي منِّي إليّ
و اسْكُنِينِي ، و اسْكُنِيه ….!!!
غرّبِي في عُمقِ جرحي
ثم قومي أحرقيني ، أحرقِيهْ
وبرمشِ العينِ منكِ ….
رَمِّميهِ …
ثم قومي بعد حِينٍ ضمديهْ …!!!
بقلمي
سهيل أحمد درويش
سوريا / جبلة
هو جرحي