الرئيسيةمقالاتوالليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي
مقالات

والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي

والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي

والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي

الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، يقول الله تعالي كما جاء في سورة الحجرات ” واتقوا الله إن الله سميع عليم ” وهو أمر بتقوى الله عز وجل، وهي الخوف منه الحامل للعبد على طاعة الله تعالي، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن جملة ما تدل عليه هذه الجملة ” واتقوا الله ”

هو الإلتزام بمبدأ ” لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ” وقوله تعالي ” إن الله سميع عليم ” أي سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم، ألا فإتقوه حق تقاته، بألا تخرجوا عن طاعته في المنشط والمكره، والعسر واليسر في حدود الطاقة البشرية، إذ لا ” يكلف الله نفسا إلا وسعها ” ولقد أمرنا الله تعالي بعدم تضيع الوقت، وأن الوقت هو أثمن شيئ في حياة الإنسان، إن الحكمة تقول الوقت من ذهب، والحق أن نقول الوقت أثمن من الذهب، لأن الوقت هو الحياة، ولأهميته أقسم الله تعالي به في مواطن عدة، ففي سورة كاملة تسمي الفجر، قال الله تعالي ” والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ” وفي سورة أخري تسمي بجزء من الوقت وهو وقت الضحي قال سبحانه وتعالي ” والضحي والليل إذا سجي ” وكما أشار الله عز وجل عن الليل والنهار فقال ” والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي ”

وكما تكلم سبحانه وتعالي عن العصر فقال ” والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” ولقد إهتم النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم بالوقت وأوصانا ألا نضيع لحظة من عمرنا وأن نحترم الوقت فحتى لحظة قيام الساعة التي يقول فيها المولي عز وجل ” يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد ” فانظروا في هذا الوقت العصيب ماذا يأمرنا النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم أن نفعل ؟ فروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها فليغرسها ” وكما أن من أقوال السلف الصالح والعلماء رضي الله عنهم عن الوقت.

فيقول سفيان اليماني عبارة خطيرة تهز القلوب تجعلنا نراجع أنفسنا في مسألة ضياع الوقت يقول “إن من علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله بما لا ينفعه ” وهو أن تجد نفسك مشغولا بمباراة أو فيلم أو مسلسل بدلا من أن تقوم بما يعود بالخير والفائدة عليك وعلي دينك وعلى أمتك، فهل هذه الأشياء ترضي الله؟ فإذا إنشغلت بهذه الأشياء فاعلم أن الله معرض عنك، وكما قال أحد السلف ” إذا أتي عليّ يوم لم أزدد فيه علما ولم أزدد فيه هدي فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم” واعلموا يرحمكم الله إن الأجازات وقت ميت نقتله، ننام طول النهار نسهر طوال الليل نتابع المباريات والمسلسلات والأفلام والأغاني، وكما يقول الإمام الفخر الرازي ” والله إني لأتأسف في الفوات عن الإشتغال بالعلم وقت الأكل فإن الوقت والزمان عزيز ” فما بال من يضيع وقته في المحرمات وفي المحادثات التليفونية وليس في الأكل.

والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *